U3F1ZWV6ZTE2NDAzNzE1MDYwMTE2X0ZyZWUxMDM0ODg4MTkwMzEzNw==

حمت نثر" زوجـة المعبـود"



  حمت نثر" زوجـة المعبـود"
                اتفق أغلب الباحثين على أن هذا اللقب قد ظهر منذ الأسرة السابعة عشرة، وأن الملكة "إعح حتـﭗ" زوجة "سقنن رع الثاني"هي أول من اتخذته.
إلا أن هناك من الأدلة ما يثبت ظهور اللقب قبل هذا التاريخ بكثير، فإذا كان رأي "ﭘتري" صحيحاً، فإن أقدم مثال لهذا اللقب يرجع إلى الأسرة الأولى.
وفي الأسرة الحادية عشرة اتخذته الملكة "نفرو"؛ وملكة يحتمل أن تكون "منتوحتـﭗ"زوجة الملك "انتف الثاني"؛ كما اتخذته أيضاً إحدى الملكات من عهد الملك "منتوحتـﭗ" الثالث.
وفي الأسرة الثانية عشرة اتخذت اللقب إحدى الأميرات من عهد الملك "سنوسرت الثالث"
وفي الأسرة السابعة عشرة اتخذته الملكة "إعح حتـﭗ الأولى".
وفي الأسرة الثامنة عشرة اتخذته الملكة "أحمس نفرتاري" ؛ وبنات الملك أحمس: "مريت آمون"، و"سات آمون"، و"سات كامـس". واتخـذت اللقب أيضاً الملكات "إعح حتـﭗ الثانية"؛ و"إعح مس"؛ و"حاتشـﭙسوت"، وابنتها الأميرة "نفرو رع"؛ وزوجتا الملك "تحتمس الثالث"، وهما: "مريت رع حاتشـﭙسوت"، و"سات إعح"؛ و"مريت آمون" ابنة الملك "تحتمس الثالث"؛ والملكة "موت ام ويا".
وفي الأسرة التاسعة عشرة اتخذت اللقب الملكات "سات رع" زوجة الملك "رعمسيس الأول"؛ و"توي" زوجة الملك "سيتي الأول"؛ و"نفرتاري" زوجة الملك "رعمسيس الثاني"؛ والملكة "تاوسرت".
وفي الأسرة العشرين اتخذت اللقب الملكات "تتي مري إيزة" زوجة الملك "ست نخت"؛ و"تتي" زوجة الملك "رعمسيس الثالث"؛ و"تنت إبت" التي يحتمل أن تكون زوجة للملك "رعمسيس الرابع"؛ و"إيزة" ابنة الملك "رعمسيس السادس"؛ وإحدى بنات هذا الملك أيضاً؛ وإحدى الملكات من عهد الملك "رعمسيس التاسع".
واتخذت اللقب أيضاً بعض الملكات يصعب تحديد عهدهن في عصر الدولة الحديثة، وهن : "حنوت تاحا"؛ و"كامس"؛ و"تاغردقا"؛ و"سات رع"؛ و"تا ار باو".
وقد كان لقب (زوجة المعبود)- أقدم الألقاب الثلاثة - قاصراً على الملكات، وإن شذَّ عن هذه القاعدة أميرتان من الأسرة الثامنة، هما: "نفرو رع" ابنة "حاتشـﭙسوت"؛ و"مريت آمون" ابنة "تحتمس الثالث"؛ وأميرة من الأسرة العشرين، هي: "إيزة" ابنة الملك "رعمسيس السادس".
أما "نفرو رع"، فقد كانت تحمل ألقاب (ابنة الملك)، و(أخت الملك)، و(سيدة الأرضين)، و(سيدة الجنوب والشمال). ويغلب على الظن أنها تزوجت من "تحتمس الثالث"، على الرغم من أنها لم تحمل لقب (زوجة الملك)، ثم اتخذت بعد ذلك لقب (زوجة المعبود).
ومن جهة أخرى قد يكون لقب (أخت الملك) بديلاً للقب (زوجة الملك)، حيث كانت كلمة (الأخت) تستعمل للدلالة على (الزوجة).
ويُرجع بعض العلماء اتخاذ "نفرو رع" لهذا اللقب إلى أن طموح الملكة "حاتشـﭙسوت" كان دافعاً لها لكي تُعدَّ ابنتَها لتتولَّى العرش من بعدها، فمنحتها ألقاب الملكات. ولكن الأميرة قد وافتها المنيَّة، فلم يتحقق ما كانت تصبو إليه أُمها.
ويحتمل أن"حاتشـﭙسوت" قد نادت بابنتها حاكمةً شرعية منذ ولادتها أو في ميعة صباها، إذ عثر "فلندرز ﭘتري" في "سرابيط الخادم" بجنوب سيناءعلى لوحة ذُكر عليها العام الحادي عشر من حكم "نفرو رع"، بمايشير إلى خطوة ربما اتخذتها "حاتشـﭙسوت" بعدما وصل العداء بينها وبين الملك "تحتمس الثالث" إلى منتهاه.
ويرى "كتشن"  أن لقب (زوجة المعبود) يدل على منزلة "نفرو رع" كأميرة متوجة وملكة مصر في المستقبل؛ ولكن يبدو أنها لم تتزوج من الملك "تحتمس الثالث"، مع أنها ظلت على قيد الحياة حتى السنة الثانية من الحكم المشترك بينه وبين "حاتشـﭙسوت".
أما "مريت آمون"، فيحتمل أنها تزوجت من الملك "أمنحتـﭗ الثاني"، إذ أنها كانت على قيد الحياة حتى العام الأخير من حياة أبيها، وكان "أمنحتـﭗ" ولياً للعهد، وبعد وفاة "تحتمس الثالث" أصبح ملكاً لمصر؛ ومن ثم فقد اتخذت زوجته "مريت آمون" لقب (زوجة المعبود).
وإذا لم يكن صحيحاً أن الأميرتين السابقتين قد أصبحتا ملكات، فإن هذا يدعونا للافتراض بأن هذا اللقب كان يمنح للأميرات قبل زواجهن، وقد قُدِّر لأغلبهن أن يصبحن ملكاتٍ، بينما شاء الموت أو شاءت الظروف أن لا يتزوج البعض منهن.
ويفسر البعض اتخاذ الملكات لهذا اللقب بأنهن كنَّ يمثلن الربة "موت" على الأرض، بينما يرى البعض الآخ أنهن مثَّلن الربة "حاتحور"،والتي كان هذا اللقب من بين ألقابها.
وكان لمذهب الشمس في "إيونو" (عين شمس) أثرٌ واضح على اللاهوت المصري والأفكار المصرية بصفة عامة. وعلى الرغم من انتقال السيادة من "إيونو" كعاصمة للبلاد إلى عواصم أخرى، فقد ظل لمذهبها أثره طوال التاريخ المصري، ولهذا كان الملك بمثابة الكاهن الأكبر لرب الشمس، وكانت الملكةُ الكاهنةَ الكبرى للربة "حاتحور زوجة هذا المعبود.
ويرى كل من "إرمان" و"بلاكمان" أن نظام (زوجة المعبود)قد وُجِد -أول ما وُجِد- في "إيونو" (هليوﭘوليس، عين شمس)، وأن زوجة المعبود لم تحمل ألقاب الربة "موت" (المعبودةالمحلية في طيبة) زوجة "آمون" الذي كان معبوداً محلياً في "طيبة" قبل اندماجه برب الشمس؛ ولكنها حملت ألقاب "حاتحور" زوجة رب الشمس، الذي اندمج معه "آمون"، فأصبح رباً للدولة باسم "آمون رع".
ويبدو أن هذا اللقب كان يُمنح للملكة في احتفال عظيم، إذ يرى كل من "ونلوك" و"بلاكمان" أن الملكة بعد زواجها كانت تسير في موكب مقدس إلى معبد "آمون-رع"(ملك الأرباب)، ويتبعها الكهنة والمطهِّرون والمرتِّلون، وأمامها عظماء رجال البلاط؛ ثم يقوم كاتب كُتَّاب المعبود والمطهِّرون التسعة بوضع التمائم والزينات لها؛ ثم تلبس التاج ذا الريشتين، وتُعيَّن كسيدة لكل ما يحيط به قرص الشمس.
ولقد كان هذا الزواج بلا شك زواجاً رمزياً، ولكن الملكة كانت زوجة للمعبود بكل معنى الكلمة، حيث كان يتجسَّد شكل الملك الحاكم ليجامعها، وذلك ضماناً لبقاء النسل المقدس لملوك مصر. وتدل على ذلك قصة ولادة الملكة "حاتشـﭙسوتومثلها قصة ولادة الملك "أمنحتـﭗ الثالث" على نحو ما أشرنا من قبل.
ومنذ عهد الملك  "وسركون الثالث"(أحد ملوك الأسرة الثالثة والعشرين)،وحتى عهد الملك "بسمتك الثالث"(آخرملوك الأسرة السادسة والعشرين)، لم يعد للملوك ولا لكبار كهنة "آمون" سيطرة حقيقية على "طيبة فقد غدت أشبه بإمارة حكمتها خمس زوجات متتابعات، إذ كانت كل أسرة حاكمة تطمح في الحصول لإحدى أميراتها على هذه الوظيفة السامية وما يرتبط بها من ثروة، وكان عليها -وفقاً للقانون- أن تورِّث منصبَها إلى ابنةٍ خالصةٍ لها، فلم يكن إذن مناصٌ-إذا اقتضى الأمر- أن تُجبَرَ السيدةُ الحاكمة على تبنِّي من تتطلب السياسةُ أن تخلُفَها. إذن فقد أصبح الهدف السياسي يتحكم في هذه الوظيفة التي اقتصرت على الأميرات.
ويلاحظ أن هذا اللقب كان يرِد وحده أحياناً؛ أو مع لقب (ابنة الملك) وحده؛ أو (أخت الملك) وحده؛ أو مع كليهما؛ أو مع كل الألقاب التي اتخذتها الملكات.
وكان اللقب يسبق لقب (زوجة الملك العظمى) في معظم الأحوال، إذ يسبقه خمس مرات تقريباً من كل ست مرات عندما يظهر الاثنان على أثر واحد. وقد يحدث أن تحمل اللقب ملكتان في وقت واحد، كالملكة "حاتشـﭙسوت" وابنتها "نفرو رع".
ولم يكن للملكة – كزوجة للمعبود – وظيفة كهنوتية بمعنى الكلمة لتقوم بتأديتها؛ فكما كان الملكُ الكاهنَ الأكبر للمعبود، كانت الملكة هي الأخرى بمثابة الكاهنة الكبرى، وتلك بالنسبة لها وظيفة رمزية في معظم الأحوال.
فقد كان الكاهن الأكبر بديلاً للملك، ويبدو أنه كانت هناك كاهنة كبرى تحل محل الملكة في تأدية الطقوس الخاصة بالمعبود. ومما يؤيد ذلك أحد المناظر بمعبد الكرنك يصور في الصف العلوي سيدةً في رداء ضيق، وذات شعر مستعار، ويعلوها لقب: (زوجة المعبود)، ويتبعها رجل يعلوه لقب: (والد المعبود)؛ وفي الصف السفلي رجلان لهما نفس اللقب. وكان النص المصاحب كما يلي:
"النزول للتطهير بواسطة الكهنة، زوجة المعبود، يد المعبود،
في البحيرة الباردة (ثم) الدخول إلى المعبد".
إذن فقد كان على زوجة المعبود (سواء أكانت الملكة نفسها، أم مَن ينوب عنها) أن تتطهر في البحيرة الباردة قبل أن تقوم بتأدية الطقوس أمام المعبود.
وعلى الرغم من أن الوظيفة كانت شرفيةً في الغالب، إلا أنه ليس هناك ما يمنع من اشتراك زوجة المعبود في بعض المراسيم الخاصة، كالغناء، وهزِّ الصلاصِل أمام المعبود؛ ويشهد بذلك نص للملكة "أحمس نفرتاري"، يذكر:
"...، ذات الجاذبية، حلوة المحبة، التي تتخذ مكاناً في معبد آمون،
جميلة الوجه، اللطيفة، الوحيدة، ذات اليدين الطاهرتين،
حاملة الصَّلاصِل، محبوبة الصوت عندما تغني".
وقد صُوِّرت هذه الملكة أيضاً وفي يدها الصلاصل، وكان النص المصاحب كالتالي:"جميلة العينين عند الرؤية (عندما تنظر إلى المعبود)، جميلة اليدين،حاملة الصلاصل كي تسعد أباها آمون".
ولم تقم زوجة المعبود بتأدية هذا الطقس على اعتبار أنها زوجة المعبود فقط، ولكن باعتبارها ملكة أيضاً، ويشهد بذلك أن تحريك الصلاصل قد قامت به بعد ذلك بوقت قصير سيدات أخريات من البيت المالك. فالملكة "تي" - زوجة أمنحتـﭗ الثالث – قد صُوِّرتواقفة خلف زوجها، وعليها زينة الرأس الخاصة بزوجة المعبود، والصلاصل في يدها.
وكان لزوجة المعبود عدد من الموظفين والخدم الذين يقومون على خدمتها، وكان من بينهم رجل يحمل لقب (المشرف على منزل زوجة المعبود).
 

تعليقات
الاسمبريد إلكترونيرسالة