U3F1ZWV6ZTE2NDAzNzE1MDYwMTE2X0ZyZWUxMDM0ODg4MTkwMzEzNw==

إيـزة، آسـة (إيزيس) (Ist, Ast)


  إيـزة، آسـة (إيزيس)  (Ist, Ast)
 
     
     هى أحد أعضاء تاسوع "عين شمس"، فهى ابنة "جب" (رب الأرض) و"نوت" (ربة السماء)؛ وهى أخت "أوزير" و"ست" و"نفتيس"، وزوجة لأخيها "أوزير"، وأم للمعبود "حـور".
     وتعد "إيـزة" (إيزيس) من أشهر المعبودات المصرية، وأكثرها انتشاراً داخل وخارج حدود مصر، إذ وجدت دلائل لعبادتها فى اليونان، وإيطاليا، وغرب أوروبا. وهى تمثل أحد أعضاء الثـالوث العـام (أوزير، إيـزة، حور). وتمثل هذه المعبودة رمزاً للخير والعطاء والأمومة، وتُعد إحدى أكثر الربات تأثيراً فى العقائد المصرية حتى نهاية العصـر الرومانى.
    وقد ظهرت عبادتها منذ أقدم العصور، وعرفت منذ الدولة القديمة كأحد أعضاء تاسوع "هليوبوليس"، وإن لم يعثر على شواهد أكيدة لها قبل عصر الأسرة الخامسة. ورغم شهرتها وسعة عقيدتها عبر مختلف العصور، إلا أن الحظ لم يساعدنا فى معرفة موطنها الأصلى، أو فى أية مدينة نشأت عقيدتها، وإن كان هناك احتمال بأن يكون موطنها الأصلى فى الإقليم الثانى عشر لمصر السفلى، فى مكان يعرف باسم "إيزيوم"، نسبة إلى "إيزيس". وقد كثرت الإشارات إليها فى "نصوص الأهرام"، حيث بلغ عدد مرات ذكرها ثمانين مرة تقريباً، ارتبطت فى معظمها بمساعدة الملك المتوفى. 
   وقد ازدهرت عبادتها فى العصور التالية واتسعت، خاصة من خلال دورها فى الحماية والمساندة، حيث امتد هذا الدور للأفراد وعامة الشعب. وقد توسعت عبادتها بحيث نافست "أوزير" نفسه، وأصبحت تعبد من قبل جميع المصريين.
   ومع مرور الزمن دخلت "إيزيس" فى علاقات وأُدمجت مع ربات أخريات، لا سيما "عشترت"، و"باستت"، و"نوت"، و"رننوتت". وكان أشد تفاعل واندماج لها مع الربة "حتحور"، والتى أخذت الكثير من صفاتها وخصائصها الشكلية والوظائفية.
   وقد عرفت "إيـزة" أو "آسة" كربة للسماء، وحملت لقب (سيدة السماء) منذ الدولة الوسطى، وكربة للأمومة وربة للسحر أيضاً، وكربة حامية للأحياء والأموات، ربما استناداً إلى دورها فى حماية زوجها "أوزير" فى الأسطورة، ومعاونته على إعادة البعث ثانية، وهو الأمر الذى أصبح يأمله كل متوفى من خلال تلقبه بـ (أوزير: فلان).
    ويعنى اسمها (العرش)، أى: (كرسى العرش) على نحو ما رأى "زيته"، فى حين ذهب "أوزينج" إلى رأى آخر بأن الاسم مشتق من كلمة (WAst) بمعنى (الصولجان)، أى: (التى تهيمن على السلطة).
    وتصور "إيزيس" عادة فى هيئة امرأة يعتلى رأسها عرش ذو درجتين   ، وهو الرمز الذى يجسد اسم المعبودة نفسه، ويعنى (المقـر). وصورت كذلك على شكل أنثى يعلو رأسها قرص الشمس وقرنا البقرة.
   كما صورت فى صور أخرى كحِـدَّأة، وفى شكل حية أو فى هيئة البقرة، وذلك خلال العصور المتأخرة. ونظراً لدورها الهام فى حماية "أوزير" وابنها "حـور"، فقد عرفت كإحدى أهم الربات الحاميات، وكأحد ربات الحماية الأربعة. ولارتباطها وأهميتها كربة حامية، فقد تفوقت فى الاستعانة بالدهاء والسحر، وأطلق عليها لقب (الساحرة) عن جدارة.
"إيـزة" كأخت وزوجة للمعبود "أوزير"
   وفقاً للاهوت الخاص بعين شمس ومذهبها، فإن كلاً من "أوزير" و"إيـزة" هما ابنا ربَّى الأرض والسماء "جب" و"نوت". وقد لعبت "إيزة" دوراً هاماً فى أسطورة "أوزير" كزوجة وحامية له، وذلك فى قصة الصراع والحكم الأسطورى للأرض. فقد حزنت على موت زوجها وأخيها "أوزير"، وبكت عليه بكاء مراً. وقامت "إيزة" -برفقة أختها "نفتيس"- بالبحث عن جسد زوجها "أوزير"؛ وبعد أن وجدته حملت منه ابنهما "حـور"، الوريث الشرعى لإرث أبيه فى الحكم. ويعتبر هذا الدور لإيزيس فى الأسطورة هو الدور الأساسى الذى بُنيت عليه أغلب الأدوار الأخرى للمعبودة.
"إيـزة" كأم وحامية للمعبود "حـور"
    لقد تم تأليف عدد من القصص والروايات حول كيفية هروب واختباء "إيـزة" فى الدلتا فى مدينة "خمنيس"، حيث وضعت ابنها "حـور" بعيداً عن يد عمه وقاتل أبيه "سـت". وقد أقام المصريون المئات والآلاف من التماثيل التى تُحيى ذكرى هذا العدد، تصور "إيزة" وهى تُرضع "حـور" من ثديها.
    ورغم كثرة المخاطر التى واجهت "إيـزة" فى رعاية وتربية ابنها "حـور" فى أحراش الدلتا بعد ولادته، إلا أنها نجحت فى الحفاظ عليه وتربيته، وهو ما عكس أهمية دور "إيـزة" كإلهة أم لـ "حـور". وقد استمرت "إيـزة" فى رعاية "حـور" حتى كبر وقويت شوكته بشكل كاف لكى ينتقم لأبيه، ويحصل على حقوقه فى إرثه، والعرش المفقود لأبيه.
    
"إيـزة" كأم للملك   

 تمثال للمعبودة "إيزة" تُرضع ابنها "حورس". (Pyr.2089).المتحف المصري
   جسدت "إيـزة" الأم الملكية بوصفها زوجة لأوزير، وأماً لحورس. وقد ذكرت "نصوص الأهرام" أن الملك قد رضع من ثدى "إيزة" (Pyr.2089). وكان للعلاقة بين العلامة التصويرية لكتابة اسم المعبودة و(الكرسى، العرش) أن وضعت المعبودة أيضاً فى علاقة مع الملك بوصفها تجسيداً لقوة العرش.           
ارتباط "إيـزة" بخصائص كونية
   رغم كونها ليست من الأرباب الكونية، إلا أن الأهمية الكبيرة التى تتمتع بها المعبودة قد أكسبتها خصائص كونية عديدة، فقد شخصت "عين رع"، ووفقاً لرواية "بلوتارخ"، فإنها قد عُبدت أيضا كربة قمرية.
"إيـزة" عظيمة السحر
    عرفت "إيـزة" باللقب (ورت حكـاو)، أى: (عظيمة السحر). وقد دخل السحر فى العديد من الأدوار التى ارتبطت بإيزيس، لا سيما إحياء "أوزير"، والحمل بحورس. كما ارتبطت بالسحر فى مساعدتها للموتى فى العالم الآخر. ولقد استُحضر سحر "إيـزة" من خلال العديد من التلاوات والتعاويذ التى تساعد فى الحماية والشفاء. وتركز أغلب الأساطير التى حيكت حول المعبودة على مقدرتها السحرية، والتى عرفت من خلالها الاسم الحقيقى (والخفى) للمعبود "رع".

"إيـزة" النائحة، والمؤازرة والحامية للمتوفى
    لقد جسدت "إيزيس" و"نفتيس" أقدم صورة للنائحات فى الأدب والفن المصرى. وقد شُبهت الربتان بطائر الحِـدَّأة، أو السيدات النائحات. وقد بحثت "إيـزة" - فى صورة الحِـدَّأة - عن زوجها "أوزير"، وصرخت بكاءً على موته.
   ومن ناحية أخرى فإن الربتين قد عُرفتا كربتين حاميتين للمتوفى فى العالم الآخر. وقد اكتسبت "إيـزة" دور الحماية من خلال قيامها بحماية زوجها "أوزير"؛ فعادة ما تصوَّر مع "نفتيس" وهما تحيطان "أوزير" أو "المتوفى" بجناحيهما لحمايته. كما ذكرت "نصوص الأهرام" قيامها بحماية المتوفى مثلما فعلت مع ابنها "حـور". وقد أصبحت "إيـزة" أكثر أرباب الحماية شهرة فى العصور اللاحقة.
    وقد امتد تأثيرها واتسعت عبادتها بشكل مذهل عبر العصور المختلفة، وامتدت بذلك خارج الحدود المصرية. فقد وجد معبد لها فى مدينة "بيبلوس" فى بلاد الشام. وقد سويت بالمعبودة المحلية هناك فى صورة "عشترت" منذ وقت مبكر نسبياً. وغير مؤكد ما إذا كان السبب فى بلوغ عبادتها إلى هناك قد ارتبط بإحدى روايات أسطورة "أوزير"، والتى تتحدث عن أن تابوت "أوزير" قد رسى تحت شجرة على شواطىء "بيبلوس"، وأن المعبودة "إيزة" ذهبت إلى هناك بحثاً عنه، ومن أجل استعادته، أم أن هناك أسباباً أخرى.
   وقد امتدت عبادتها كواحدة من العقائد الأسطورية الشرقية فى بلاد اليونان، وشاعت عبادتها هناك حيث خُصص معبد لها فى "أثينا". وانتشرت عبادتها بعد ذلك فى مختلف أرجاء الامبراطورية الرومانية، وفى "روما" نفسها.
   وقد استمرت عبادتها فى جزيرة "فيلة" فى "أسوان" حتى القرن السادس الميلادى بعد انتهاء العصور المصرية والرومانية بكثير، وهو دليل على مدى أهميتها وحضورها.

إيزة حددِيت  (Ist-Hddyt)  
    معبودة فى هيئة العقرب، عبدت فى مصر وبلاد النوبة، وتظهر فى هيئة سيدة تحمل فوق رأسها عقرباً يبدو وكأنه يتدلى على الجبهة، وذلك بخلاف الربة "سرقت"، والتى عادة ما كانت تصور فى هيئة سيدة يعلوها العقرب فى وضع ثابت.
   وقد أطلق عليها "إيزة الكبرى"، و"ربة السماء"، و"أم المعبود"، وعبدت فى مصر العليا فى "جبل السلسلة"، ووردت الإشارة لكهنة المعبودة منذ العصر الصاوى، وذلك فى مدينة "إدفو". فقد أشار تقويم "إدفو" إلى أن عيد الربة "إيزة حددِيت" (أم الربة القابعة فى إدفو) كان يتم الاحتفال به فى اليوم الثانى من الشهر الرابع لفصل "شمو". وكان الدور الأساسى لهذه المعبودة هو حماية المعبود "حورس"، وحماية الملك الذى يجسد "حورس" على الأرض.
   وعبدت "إيزة حددِيت" كذلك فى بلاد النوبة فى كل من "عمدا"، و"الليسيه"، و"الدكة"، و"بوهن".



 
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة