U3F1ZWV6ZTE2NDAzNzE1MDYwMTE2X0ZyZWUxMDM0ODg4MTkwMzEzNw==

خـبر (Khpri)

 خـبر  (Khpri)
      
     "خـبر" أو "خـبرى" هو صورة رب الشمس التى تمثل قرص الشمس المرتفع فى الأفق فى الصباح الباكر، حيث أنه يمثل إحدى هيئات أو صور ثلاثة لرب الشمس، وهى: ("خبر" فى الصباح الباكر؛ و"رع" فى منتصف النهار؛ و"آتوم" فى المساء).
     واسم هذا المعبود -فى أقدم الشواهد- يشير إلى (الجعران)، وهو تلك الحشرة التى رأى المصريون فيها تجسيداً له، نظراً للعادة الغريبة المرتبطة بهذه الحشرة؛ حيث يتحرك "الجعران" فى الصباح الباكر دافعاً أمامه كرة من الروث، والتى ربط المصرى القديم بينها وبين قرص الشمس، وكأن المعبود يدفع قرص الشمس أمامه فى السماء. وعادة ما تضع أنثى الجعران (الخنفساء) بيضها فى كرة مماثلة.
     ويعنى الاسم "خبـر" أو "خبـرى": (الوليـد)، وهو مشتق من الفعل (xpr)، والذى يعنى: (يأتى إلى الوجود؛ يحدث؛ يظهر). وبوصفه (الظاهر/ الآتى للوجود) فإن "خبر" كان أول رب للشمس فى الوجود بعد الخلق؛ وعلى ذلك فقد ارتبط بالمعبود "آتـوم" تحت اسم "آتـوم - خبـرى".
     ولقد جسد "خبر" الشمس فى الصباح، وقد مثل دوره الجوهرى فى الأساطير فى رفع الشمس من الأفق إلى جسد ربة السماء "نوت". وقد ارتبط "خبرى" أيضاً بفكرة البعث. وقد صور "خبـر" فى هيئة حشرة الجعران بتفاصيل تشريحية مختلفة، وبألوان مختلفة، أحياناً باللون الأزرق، أو اللون الأسود الطبيعى للحشرة. أو كان يصور فى هيئة إنسان برأس جعران، كما فى مقبرة الملكة "نفرتارى" فى "وادى الملكات" بالبر الغربى بالأقصر.

     المعبود "خبرى"، فى الهيئة الآدمية برأس على هيئة الجعران. منظر ملون من مقبرة الملكة "نفرتارى" بوادى الملكات بالأقصر، الأسرة التاسعة عشرة.


    ومن الصور القليلة له تمثيله برأس كبش فوق الجعران، وذلك لتجسيد الربط أو الدمج فى "آتوم - خبرى" بوصفه (رب الشمس، الخالق). وكما هو الحال للعديد من الآلهة الكونية، لم تكن هناك عبادة خاصة بالمعبود "خبر"، ذلك برغم أن وجود تماثيل ضخمة له (مثل تلك الموجودة بجوار البحيرة المقدسة فى معبد الكرنك) - يوحى بوجود تقديس له فى العديد من المعابد.
    وقد وجد العديد من التمائم الصغيرة فى شكل الجعران بداية من الأسرة الخامسة، كما وجدت الأختام بهيئة الجعارين (الأختام الجعرانية) منذ عصر الانتقال الأول، وانتشرت خلال الدولة الوسطى بأعداد كبيرة. وقد نقش أسفل الجعارين أسماء وألقاب أصحابها، أو بعض العلامات الاصطلاحية والرمزية، وكذلك الأمر كان فى الجعارين التذكارية.
    والجعارين التذكارية كانت تستخدم من قبل الملوك لتسجيل أحداث هامة، لا سيما الانتصارات فى الحروب، أو الزواج، وذلك على نحو ما نجد فى عدد من أشهر الجعارين التذكارية التى أمر بنحتها الملك "أمنحوتب الثالث" فى الأسرة الثامنة عشرة.
    وقد عرف نوع آخر من التمائم الجعرانية، والتى عرفت اصطلاحياً باسم (الجعران القلبى)، أو (جعران القلب)، وهى التى كانت تنقش ببعض فقرات "كتاب الموتى"، خاصة الفصل (30)، وتوضع بجوار المتوفى فى التابوت، أو فى موضع القلب. ومن الجدير بالذكر أن تمائم القلب كانت من أكثر التمائم شيوعاً فى مصر القديمة.

 
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة