U3F1ZWV6ZTE2NDAzNzE1MDYwMTE2X0ZyZWUxMDM0ODg4MTkwMzEzNw==

قصة الملاح والجزيرة النائية


        قصة الملاح التائه، هي أحد أعمال الأدب المصري القديم التي ترجع لعصر الدولة الوسطى، والتي تدور حول رحلة إلى "مناجم الملك". البردية التي تحتوي على القصة محفوظة في المتحف الإمبراطوري في سان بطرسبرج، وليس هناك معلومات حول المكان الأصلي التي تم العثور عليها فيه. وتعد حكاية الملاح التائه أقدم القصص التي تروي حكايات البحارة الذين تغربوا عن بلدانهم، مثل حكاية السندباد البحري وروبنسون كروزو. تجسد القصة مشاعر الوحدة والخوف من الموت في بلد أجنبي، وهو موضوع تكرر في الأدب المصري.
                                 
                                                                  
                             
             

                       تفريغ خطي لنص لبردية الملاح الغريق بالخطين الهيروغليفي والديموطيقي
                                               المتحف الإمبراطوري في سان بطرسبرج

 
      القصة تدور حول الملاح الذي يعود من رحلة استكشافية فاشلة، ويقص على الوزير قصة اصطدام سفينته بجزيرة مع تعهده بهدايا للملك. فقد أبحر في مجموعة من البحارة على ظهر سفينة ضخمة في رحلة إلى المناجم. وبينما هم مبحرين هبت عليهم عاصفة أغرقت السفينة ولم ينج سواه، بعدما تشبث بلوح من الخشب، إلى أن ألقته الأمواج على ظهر جزيرة غريبة، حيث وجد المأوى والغذاء في الجزيرة التي قال أنها بها كل ما تتمناه. وبينما كان يقدم قرابين للآلهة، بدأت الأرض تهتز وفجأة برز ثعبان عملاق يتقدم نحوه. سأله الثعبان ثلاث مرات من الذي جاء به للجزيرة. لم يستطع الملاح الإجابة، فأخذه الثعبان إلى بيته وسأله ثانيةً ثلاث مرات نفس السؤال. حكى الملاح وهو يرتعد قصته، وأنه كان في مهمة ملكية. طمأنه الثعبان وقال له أنه في مأمن وأن الله هو من نجّاه، وأنه سيتم إنقاذه بعد أربعة أشهر، حيث سيعود لبلده على ظهر سفينة. وحكى له الثعبان أنه واحد من 75 ثعبانًا عاشت على الجزيرة بالإضافة إلى أبنته الصغيرة، وأن نجم سقط فأحرق بقية الثعابين والطفلة وبقى هذا الثعبان وحده.
 
       وعد الملاح الثعبان بأنه سوف يحكي للملك قصة الثعبان، وسيرسل له هدايا قيمة كثيرة، بما في ذلك المر والبخور وغيرها. ضحك الثعبان فلم تكن جزيرته بحاجة إلى أي شيء يمكن أن يحضره البحار، وأن الجزيرة ستغرق في البحر الذي جاءت منه بعد أن يرحل الملاح. ووصلت السفينة التي سيرحل عليها الملاح، وأهدى الثعبان للملاح هدايا من العاج والكحل والعطور الفاخرة والتوابل والأخشاب ليأخذها معه إلى مصر. عاد الملاح لوطنه وأهدى الملك الهدايا التي حملها من الجزيرة، فأكرمه الملك، وأهداه عدد من العبيد.  سجلت القصة من الأدب المصري القديم على بردية تسمى بردية الملاح الغريق،وهي بردية تعود إلى عصرالدولة الوسطى، وهي  تعرض ألان في متحف ليننجراد بروسيا الاتحادية، وقد ظهرالتأثر بهذه القصة واضح في قصة السندباد؛ وهي إحدىقصص كتاب ألف ليلة وليلة.بل تعتبرهذه البردية الأصل الأدبي والفني لرواية روبنسون كروزوة. وهي تعد أول رواية انجليزية ظهرت في عام١٧١٩على يد الروائي والقصاص البريطاني  دانيال ديفو  وظهرت أيضًا في عدة أفلام سينمائية.

تعليقات
الاسمبريد إلكترونيرسالة