U3F1ZWV6ZTE2NDAzNzE1MDYwMTE2X0ZyZWUxMDM0ODg4MTkwMzEzNw==

مكانة الأطفال في المجتمع المصري القديم

واعتبر المصريون إنجاب وريث ذكر مهمة رئيسية للزوجة ويشكل الفشل في أدائها سبباً للطلاق. وكان الزوجان يشجعان على الإنجاب بمجرد زواجهما. فالأبناء يعتبرون أعظم النعم، وكانوا يقولون أن الآلهة تبتسم لأجل أولئك الذين يعولون أسراً كبيرة العدد. ويمكن لبعض الأسر أن تفاخر بأن لديها 10 أو 15 طفلاً بينما كانت الآلهة  تتجهم في وجه البيت الذي يخلو من أصوات ضحك الأطفال وكان من المفترض أن يلجأ الزوجان العقيمان إلى التبني إذا لزم الأمر لتعويض النقص فأي إعجاب واحترام ناله رمسيس الثاني، وهو الذي يردد أنه كان أبا لمائة ابن على الأقل وخمسين ابنه.
   وإذا وجد زوجان صعوبة في الإنجاب، فبإمكانهما اللجوء للسحر. وتشمل طقوسه جلوس المرأة الراغبة في الحمل في وضع القرفصاء فوق بخار مزيج من الزيت والبخور فإذا تقيأت من الروائح الناجمة عن هذا الخليط تعتبر قادرة على الحمل، أما إذا لم تتقيأ، فيعتقد أن رائحة المزيج حبست داخل جسد المرأة بما يمنعها من الحمل. ويتضرع الزوجان المحرومان من الإنجاب للإلهات طلبًا للعون الإلهي. وتكتب الرسائل وتوضع فوق مقابر الأقارب الراحلين. وإذا فشلت كل هذه السبل، يصبح التبني البديل الأخير.
   وكان للأبناء أهمية قصوى، فهم يعينون الوالدين عندما يتقدمان في السن. وفي حال عجز الزوجين عن إنجاب ذكر يرعاهما عندما يتقدم بهما العمر، يجوز للزوج بموافقة الزوجة إنجاب ابن من زوجة ثانوية أو ذات منزله أدنى، وربما تكون خادمة أو جارية فإذا جاء الطفل ذكر يتبناه الأب وزوجته العاقر. وإذا لم يكن للفرعون أبناء ذكور تنتقل وراثة العرش إلى الرجل الذي تتزوج منه كبرى بناته، أو إلى ابن ينجبه الفرعون من زوجة ثانوية.



الأميرة الطفل "نفرو رع"
   وتعتمد تسمية الطفل على أسماء المعبودات، التي يعتقد أنها تحمى الأطفال الذين يحملون أسماءها، وعلى سبيل المثال ميريت أتون (محبوبة أتون) وسيت آمون (ابنة أمون) ورع حتب (رع راض). وكثيرًا ما تختار الأسماء لتضفي على الأبناء صفات معينة يرغب فيها الوالدين، فعلي سبيل المثال. نفرحتب (جميلة وراضية)، وسينب (وافر الصحة). كما شاع إطلاق أسماء تدليل الحيوانات الأليفة على الأبناء مثل (ميوشيرى) (القطيطه الصغيرة).
   وفي طبقات المجتمع الدنيا تتولي الأم تربية الأطفال، بينما في الطبقات العليا توفر الخادمات الرعاية اليومية للطفل. ويتولي الأبناء مسئولياتهم في الحياة عند سن مبكرة، ويسلك البنين والبنات مسالك مختلفة. فالبنون يتعلمون تجارة أو حرفه من الأب (ات) أو من عضو أخر من أعضاء الأسرة أو من حرفي أو فنان أو نجار أو صانع فخار. ويتوقع من الصبي أن يسير على خطى والده، ويتولي المهمة المقدسة المتمثلة في أن يمنح الحياة لاسم والده بعد انتقال الأب للعالم الآخر.
  أما الفتيات فيتلقين تدريبهن في البيت، بينما يساعدن في أعمال المنزل وعند الحاجة يسهمن أيضًا في العمل بالحقل. وتتعلم الفتيات من أمهاتهن أعمال البيت من طهي وحياكة ونسيج وتنظيف. كما يتعلمن فنون العلاج والرقص والموسيقى والغناء، فضلاً عن تعلم أساليب التعامل في الحياة والتجميل، وتربية الماشية إلى جانب كيفية أن تصبح الفتاة زوجه وأما مثالية.


رمسيس الثانى طفلاً يحميه المعبود حورون
   وعند وفاة الأبوين، يرث الابن الأرض بينما ترث الابنة المجوهرات والأثاث وأدوات المنزل، وإذا لم يكن هناك أبناء في الأسرة تصبح الابنة مالكة كل شيء.
  وكانت أسر الطبقة العليا وحدها هي القادرة على إرسال أبنائها للمدرسة. ويتلقى أبناء الفرعون تعليمهم وتدريباتهم في فصول دراسية بالقصر الملكي، أما الأولاد الآخرون من أبناء الطبقة العليا، فلهم من الحظ ما يتيح إرسالهم إلى مدارس المعابد، منذ سن الثامنة تقريبًا وكان الصبية، سواء من يتلقون التعليم في القصر أو على أيدي كهنة مدارس المعبد، يتعلمون الفضائل مثل آداب السلوك والأمانة والقراءة والكتابة والحساب والتاريخ والجغرافيا والدين.
   وكرس بتاح حتب نفسه لتعليم الأطفال لاعتقاده أنه وريث الحكمة على الأرض، وكان يؤمن بأن العقاب البدني يحث على الفضيلة فيجب الالتزام بقانون السماء والأرض الذي يخبرنا أن نتعلم عن طريق التألم والمعاناة يقول (إن كل طفل في بدء تطوره ليس إلا حيوانًا تقريباً،والنتيجة المترتبة على ذلك أنه إذا أهملت العصا فسد الطفل، فيجب أن يتعلم الصغير كيف يطيع بالسوط تمامًا كالحصان الجموح، لكن بالإضافة إلى العقاب  فالطفل في حاجة إلى النصح، فعليه أن يتعلم النظرة الفلسفية إلى الحياة، فالنظرة الفلسفية هي أحسن ميراث أستطيع أن أتركه لابني.

تعليقات
الاسمبريد إلكترونيرسالة