U3F1ZWV6ZTE2NDAzNzE1MDYwMTE2X0ZyZWUxMDM0ODg4MTkwMzEzNw==

معابد الكرنك

معابد الكرنك

اعظم المعابد التى شيدها ملوك مصر ، ولا يزال ما تبقى منها من اطلاله يقـف شاهدا على ابداعات الحضارة المصرية ؛ تعتبر معابد الكرنك بمثابة سجل تاريخى حافل لتاريخ وحضارة مصر ابتداء من الدوله الوسطى حتى حكم البطالمه لمصر.فقد قام ملوكهم بتشييد المقاصير والبوابات فى حرم الكرنك وذلك تمشيا مع سياستهم المعهودة لأرضاء آلهة وكهنة مصر.فآثار الكرنك تعطينا صورة واضحة لتاريخ مصر فى نهضتها وفى كبوتها لفترة تصل الى الفى عام تبدأ من الدولة الوسطى.
وتعتبر معابد الكرنك من اكبر وأعظم ماشيد من مبانى ضخمه خصصت لعبادة الآلهة فى تاريخ العالم كله.على ان دراسة هذه المعابد دراسه تفصيلية متكاملة ليست بالدراسه السهلة بل هى معقدة الى حد كبير ولعل السبب فى هذا هو اختفاء اجزاء كثيرة من معابد وهدم اجزاء اخـــرى ؛ بل واستعمالها كأساسات لأبنية جديده . ولا شك بأن الصروح العشرة لمعبد امــــون رع بالكرنك كانت مليئه ولا تزال بأعداد كبيرة من القطع الحجرية التى استعملت كحشوا لها والتى اخذت اغلب الظن من مبانى اخرى ودليلنا على هذا ما عثر عليه شفريه داخل الصرح الثالث الذى اقامه امنحوتب الثالث بمعبد امـــون رع بالكرنك فقد وجد بداخله ما يأتى :-
1-   الأحجار الكاملة لمقصورة الملك سنوسرت الاول والتى كانت مشيدة فى مكان ما بالمعبد من الحجر الأبيض وقد تمكن المهندس الأثرى شفريه من ان يقيم منها معبدا (كشك –جوسق-مقصورة )صغيرا وهو الموجود الآن فى المنطقة المعروفه اصطلاحا بالمتحف شمال الفناء بالمعبد.
2-     قاعدة من الجرانيت الوردى عليها اسم امنمحات الثالث وأمنمحات الرابع.
3-     بقايا نقوش على احجار جيريه ترجع لعهد الملك أحمس والملكة احمس نفرتارى .
4-     بقايا لوحة حجرية من عهد الملك أحمـــــس .
5-     مقصورة استراحة للمركب المقدس من الألابستر خاصة بالملك امنحوتب الأول وهى مقامه الآن بالكرنك .
6-     بقايا آثار من الحجر الجيرى نقـش علــــــــيها اسم امنحوتب الأول .
7-     بقايا أحجار لمدخل من الحجر الجيرى ترجع لعهد تحتمس الثانى .
8-     عتب من الحجر الرملى يرجع لعهد تحتمس الثانى .
9-     كتل من حجر الكوارتز الأحمر من مقصورة استراحة للمركب المقدس ترجع لعهد حتشبسوت.
10- بقايا كتل من الحجر الجيرى لمدخل من عهد حتشبسوت .
11- بقايا مقصورة استراحة للمركب المقدس من المرمر وترجع لعهد تحتمس الثالث .
12- كتلة من الجرانيت الاحمر تمثل امنحوتب الثانى يرمى السهام من قوس بيديه .
13- بقايا سقف من المرمر ترجع لعهد امنحوتب الثانى .
14- قاعدة لمركب من المرمر ترجع لعهد تحتمس الرابع .
15- بقايا عمود من الحجر الرملى ويرجع لعهد تحتمس الرابع .
16- بقايا كتل من الحجر الجيرى لمدخل فى عهد امنحوتب الثالث نفسه مشيد الصرح الثالث .


كما عثرت البعثه المصريه الفرنسيه التى تقوم بترميم الكرنك عند ترميمها للصرح التاسع الذى شيده الملك حور محب على اعداد كبيرة من الأحجار المعروفه بأسم التلاتات والتى كانت قد استعملت كحشو للصرح التاسع والتى كانت اساسا جزءا من معبد امنحوتب الرابع (اخناتون) فى الكرنك .  وفى الواقع كانت ارض الكرنك المقدسه تشمل بجانب المعبد الكبير للإله امون رع عدة معابد لآلهة مختلفة نذكر منها ما يوجد فى الجنوب مثل معبد خنسو ومعبد الألهة ابت  ومنها مايوجد فى الشمال مثل معبد بتاح ومنها مايوجد فى الشرق ثم هدم مثل معبد اتـــون. معنى هذا ان ارض الكرنك المقدسه لم تكن مخصصه فقط للإله امـــــون رع بل كانت ايضا لآلهة اخرى كما أوضحنا وقد أحيطت كل هذه المعابد والمقاصير بسور كبير من الطوب اللبن يصل سمكه 12 متر ويصل طوله الى 550 متر وعرضه الى 480 متر وارتفاعة 20 متر . ويضم مساحة تزيد عن ستين فدانا وبه ثمانى مداخل فى الشمال يوصل معابد امـون رع بمعبد منتو وهو خالى تماما من النقوش ؛ ومدخلان فى الجنوب الشرقى منهما حيث يوجد الصرح العاشر يوصل معبد الآلهه موت والغربى منها حيث معبد خنسو وبوابة بطليموس الثالث (يورجتيس الاول) يوصل الى معبد الأقـصر ومدخلان فى الشرق وثلاثة مداخل فى الغرب. المدخل الأوسط حيث يوجد الصرح الأول وهو المدخل الرئيسى للمعبد .
ويعتقد البعض ان هذ السور يرجع الى عصر الملك نختنبو من ملوك الأسرة الثلاثين وربما شيد فى الفترة مابين الأسرة السادسه والعشرين والأسرة الثلاثين. ويلفت النظر فى بناء هذا السور ان اللبن الذى به ليس افقيا بل مائلا فيعطى السور مظهر مقوس او مموج والتعليل على هذه الظاهرة فى رأى بارجيه ان تلك الطريقة فى البناء قد يمنعه من التساقط هذا بجانب تعليل آخر يرجعه بارجيه وهو لسبب دينى هو ان تموجات السور تشبه المياه الأزلية التى تحيط بالتل المقدس الذى خرج من المحيط الأزلى نون بمعنى آخر ان السور بنى بهذه الطريقه على اعتبار انه مافى داخله من معابد يمثل التل المقدس الذى يحيط به المياه الأزليه من كل جانب.


لاشك ان مراحل تطور هذا المعبد الضخم للأله أمـــــــون رع قام بأغلبها ملوك الدولة الحديثه ولعل السبب فى هذا هو ان ملوك الأسرة الثامنة عشرة على وجه الخصوص اتخذوا امــــــــون رع إلها للحرب بمعنى اخر لقد كانت الوسيلة الوحيده للتقرب للإله امــــــون واهب النصر ان يقيم له الملك الحاكم صرح او مسله او يضيف صالة اعمدة او ماشابه  مما جعل هذا المعبد بهذه الضخامه فالمعبد كان يمثل معبدا واحدا أضيفت اليه عناصر متباينة من عصور مختلفة وأجتمعت كلها حول المعبد الأصلى. ومعبد الكرنك ليس له تخطيط منظم والسبب فى ذلك اولئك الملوك العظام الذين أرادوا الإسهام فى تكبيره فأضافو اليه زيادات فى أكثر من جانب من جوانبة.
كان امنحوتب الأول من ملوك الأسرة الثامنة عشر هو اول من فكر فى تشييد معبد للإله امــون رع فى الكرنك وقد اختار نفس البقعة المقدسة التى كان فيها المعبد القديم الذى يرجع للدولة الوسطى وقد أخذ تحتمس الأول بعد موت امنحوتب الأول على عاتـقه اقامه المعبد فى نفس المنطقة المقدسة او حولها فأقام فناء مهدم الآن الى الناحية الشمالية الغربية من مبنى الدولة الوسطى ثم اقام غربا منه صرح هو المعروف بالصرح الخامس ثم اقام امامه شرقا صاله ذات اعمدة أزورية ثم بعد ذلك شيد صرح اخر غربا وهو المعروف بالصرح الرابع وأقام امامه مسلتين من الجرانيت الاحمر لاتزال الجنوبية منهما قائمة حتى الآن ويصل ارتفاعها الى 19,20  متر.


ثم جاءت حتشبسوت وقامت ببعض التغيرات فى ابنية المعبد فقد أقامت بين الصرحين الخامس والرابع مسلتين لاتزال الشمالية منهما قائمة حتى الآن ويصل ارتفاعها الى 29,25 متر وقد اضطرها هذا الى ازالة سقف القاعة ذات الأساطين والأعمدة الأزوريه التى اقامها تحتمس الاول وان كنا لانعرف حتى الآن الاسباب التى دعت حتشبسوت لإقامة هاتين المسلتين فى هذا المكان الضيق بالذات فازدحم المكان وخاصة انهما كانا يرتفعان فوق الأساطين.كما قامت حتشبسوت بتشييد بعض المقاصير الموجوده الآن على جانبى حجرة الزورق المقدس.كما اضافت فى المنطقه الجنوبـيـة من معبد امــون بالكرنك صرح جديد هو المعروف بالصرح الثامن.
ونصل الى عهد تحتمس الثالث الذى اقام بعض المقاصير فى فناء تحتمس الاول واحاط مسلتى حتشبسوت بالمبانى حتى سقف الصالة ذات الأساطين حتى تخفى ماسجل على المسلتين من أعمال ثم اضاف صرحين جديدين احدهما غربا وهو المعروف بالصرح السادس وهو اصغر الصروح جميعا والثانى جنوبا وهو المعروف بالصرح السابع كما شيد صالتين للحوليات خلف الصرح السادس ويميز الصالة الغربية عمودين من حجر الجرانيت الوردى احداهما يمثل  الشمال ويرمز له بزهرة اللوتس كما اضاف الملك فى النهاية الشرقية للمعبد صالة "الأخ منو" وهى التى يطلق عليها اصطلاحا "صالة الأحتفالات" .
ثم جاء امنحوتب الثالث فأضاف صرح هو المعروف بالصرح الثالث وهو مهدم الآن وقد تكلمنا عما وجد بداخلة من آثار استخدمت كحشو له كما يعتقد ايضا بأن امنحوتب الثالث هو الذى اقام صفى  الأساطين الضخمة التى تتوسط الآن صالة الأساطين (ونقارنها باساطين الممر العظيم بمعبد الأقصر) وخاصة ان قواعد هذه الاساطين ليس بها احجار التلاتات وهى احجار معبد اتون الذى شيده اخناتون التى وجدت فى بعض قواعد الأساطين الأخرى التى شيدت بعد ذلك كما يحتمل ايضا ان امنحوتب الثالث هو الذى بدأ بإقامة طريق الكباش امام صفى الاساطين التى اقامهــا .ثم حدثت الهزة الكبرى والنضال العنيف بين كهنة الأله امـــــون وبين الملك امنحوتب الرابع (اخناتون) الذى اتخذ آتون ربا له فأقام له المعابد شرق معبد امـون.وظل النزاع والنضال مستمرا حتى جاء حور محب الذى اضطر ان يسترضى كهنة أمـــــــــون فقام ببعض الترميمات فى المعبد وشيد صرح جديد غربا هو المعروف بالصرح الثانى كما اضاف صرحين آخرين هما التاسع والعاشر جنوبا.ولهذا نجد انه لكى يرضى كهنة امون أمر بهدم معبد اتون الذى شيده اخناتون وأتخذ من احجاره حشوا لصروحه الثلاثة التى اقامها.


بدأ رمسيس الاول فى الأسرة التاسعة عشرة بتشييد صالة الاساطين لم يشهد تاريخ العمارة المصرية اكبر ولا افخم منها وهى الصالة التى تقع بين الصرحين الثالث والثانى ولكن المنية وافته فلم يتمكن من ان يتم هذا المشروع الضخم.فقام سيتى الاول من بعده الجزء الأعظم من هذا العمل فأقام كل اساطين الجناح الشرقى وأغلب اساطين الجناح الجنوبى ثم اتى رمسيس الثانى فأكمل الصالة وسجل نفسة عليها بالنص والصورة.
اعتقد سيتى الثانى من ملوك الأسرة التاسعة عشرة ومن بعده رمسيس الثالث من ملوك الأسرة العشرين بأن معبد امـــــــــون رع قد انتهى تخطيطه ولهذا أقام ستى الثانى ثلاثة مقاصير صغيرة لثالوث طيبة وهى المقامه على يسار الداخل فى الفناء الكبير بعد الصرح الأول مباشرة كما اقام رمسيس الثالث فى نفس الفناء معبد صغير على يمين الداخل وهو المعبد الصغير الذى يعتبر كنموذج ممتاز لطراز معابد الآلهه فى الدولة الحديثة.
ترك معبد امــــــون رع بدون اضافات حتى الأسرة الثانية والعشرين وهى المعروفه بالأسرة الليبية فأقاموا صف الاساطين الضخم المفتوح امام الصرح الثانى.ولما جاء طهرقا احد ملوك الأسره الخامسة والعشرين أقام ممر من الأساطين وسط هذا الفناء لم يبقى منه الآن غير الأسطون المعروف بأسمه.
واخيرا  اقام نختنبو الاول احد ملوك الاسرة الثلاثين اضخم صروح الكرنك وهو القائم حاليا بالواجهة الغربية للمعبد الكبير.  قام ملوك البطالمة بترميمات فى المعبد وأقام فيليب اريديوس (من323 الى305 ق.م وهو اخ غير شقيق للاسكندرالأكبر) مقصورة من الجرانيت الوردى للمركب المقدس داخل حجرة قدس الأقداس كما اقاموا ايضا فى المنطقه الجنوبية امام معبد خنسو بوابة تعرف باسم بوابة يوارجتيس وهو الملك بطليموس  الثالث (الذى حكم من 247_222 ق.م).

أسماء معبد الكرنك :
اطلق المصريون على معبد الكرنك ابتداء من عهد سنوسرت الأول على الاقل اسم "ابت سوت".فقد ذكر هذا الاسم على مقصورتة البيضاء المقابلة داخل حرم الكرنك و "ابت سوت قد تعنى البقعه المختاره لعروش الالهه".  والواقع ان هذه التسمية تقتصر على جزء من المعبد فقط وهو الذى يمتد من الصرح الرابع حتى صالة "الاخ منو"وهى المنطقه المقدسه منذ بداية الاسرة الثامنة عشرة حتى عهد امنحوتب الرابع. اما الاسم الذى كان يطلق على معبد الكرنك قبل عهد سنوسرت الأول فكان اغلب الظن "بر امــــــــون" اى منزل امون وقد ذكر على لوحة ترجع الى ما قبل عهد انتف الثانى من ملوك الاسره الحادية عشرة. اما فى فترة حكم البطالمه لمصر فقد اطلق على معبد الكرنك اسم "بت حر  سا  تا" اى السماء فوق الارض.
اختلفت الاراء بخصوص الاسم العربى للمعبد وهو الكرنك ؛ فيرى البعض ان كلمة الكرنك عربية لم تعد تستخدم الآن فى الصعيد ولكنها مازالت تستخدم فى السودان ويعنى "قرية محصنة" وقد ينطبق هذا على معبد الكرنك فهو يبدو للناظر بسوره الضخم "كقرية محصنة" ....والبعض يرى ان كلمة الكرنك اتت من كلمة "الخورنق" (وهو مكان بالعراق قرب النجف كان النعمان بن المنزر كان قد شيد فيه قصرا) وصرفت الكلمة بعد ذلك فى كتب العلماء الأوربيين الى "كرنك"...وهناك رأى الدكتور احمد فخرى يرى فيه اسم الكرنك يرجع الى اسم القريه القريبة من المعبد والمعروفه بنفس الاسم.

وصـــــــف المعبد :



يبدأ المعبد بمرسى عمل خصيصا للإله امــــــــون وكان يستخدمة عندما كان يخرج من معبده فى الكرنك لزيارة معبد الأقصر او الحريم الجنوبى وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد "الأوبت"وكان يبحر من المرسى العام امام المعبد فى مركبه المقدس "اوسرحات" المصنوعه من خشب الارز المطعم بالذهب فى موكب ضخم بين ابتهلات الشعب حتى يصل الى معبد الأقصر.
طريق الكباش:




وهو طريق بين صفين من التماثيل يتكون كل منهما من رأس كبش وجسم اسد وطوله 52 مترا وعرضه 13,1 مترا ويبتعد عن الصرح الاول بمسافة  20  مترا وكان يطلق عليه باللغه المصرية القديمه "تا ميت رهنت" اى طريق الكباش وكان المصرى القديم يعتقد ان الكباش تحمى المعبد ومداخلة وقد شكلت تماثيله على هيئة الكباش لأن الكبش اعتبر مظهر من مظاهر الأله امـــون رع وهى موضوعة على قاعده مرتفعه تحت رأس كل كبش تمثال ملكى على اعتبار ان الاله امــون فى صورة كبش يحمى الملك. وكانت الكباش فى الاصل تحمل اسم رمسيس الثانى التى نحتت فى عهده ثم سجل بانجم ابن بعنخى احد ملوك الاسرة الحادية والعشرين اسمه على بعض هذه التماثيل.ومن المرجح ان هذا الطريق كان يمتد حتى الصرح الثانى بدليل وجود بقايا تماثيل الكباش هذه فى صف طويل على جانبى اعمدة الفناء الكبير المفتوح بعد الصرح الاول مباشرة.
نصل الآن الى الصرح الاول ويبلغ طوله113 متر وارتفاعه 40 متر وسمكه 15 مترا وهو يرجع الى عهد الملك نختنبو الاول من ملوك الاسرة الثلاثين ولم يتم بناءه حتى الآن وممكن الصعود الى سطح الصرح من سلم فى البرج الشمالى ويتميز الصرح الاول الذى يكون الواجهه الغربية للمعبد بوجود المنحدرات الطينيه التى كانت تستعمل لنقل الأحجار عليها للبناء وقد ازيلت هذه المنحدرات فى البرج الشمالى وفى الجانب الغربى من البرج الجنوبى وقد تركت هيئة الاثار المنحدر الموجود فى الجانب الشرقى للبرج الجنوبى كمثل واضح للمنحدرات الطينيه.

ندخل من باب الفناء الكبير المفتوح الذى يرجع للأسره الثانية والعشرين طوله 80 متر وعرضه 100 متر وقد اقيم على جانبى الفناء صف واحد من الاساطين البرديه الضخمه ذات التيجان المبرعمه وترجع الى عهد الملك شاشنق الاول.كما نرى ايضا على الجانبين بالقرب من صف الاساطين مجموعه من الكباش التى اقامها رمسيس الثانى وهى اغلب الظن بقايا طريق الكباش الذى كان يصل الى الصرح الثانى الذى كان وقـتـئذ يمثل الواجهه الغربية للمعبد غير ان تماثيل الكباش هذه نقلت من مكانها عندما اقيم الفناء الجديد فى الاسره الثانية والعشرين وقد اطلق المصريون على هذا الفناء اكثر من اسم نعرف منها "وبا" بمعنى الفناء الامامى "وسخت خفت حر" بمعنى الصالة الامامية ثم "وسخت حبـيت" بمعنى صالة الاحتفالات .

يوجد على شمال الداخل من الصرح الاول مباشرة ثلاة مقاصير شيدها الملك سيتى الثانى لثالوث طيبه المقدس وهى عبارة عن مبنى صغير من الحجر الرملى به ثلاثة مقاصير : الوسطى مخصصه لاستراحة مركب امـــون رع  واليسرى لاستراحة مركب موت واليمنى لاستراحة مركب خنسو وذلك طبقا للمناظر الموجوده  على الجدران الداخلية لكل مقصورة. وقد اطلق الملك سيتى الثانى على هذه المقاصير "المعبد العظيم لملايين السنين " المقام امام معبد الابت سوت .
معبد رمسيس الثالث :
اعتقد رمسيس الثالث ان معبد امــــون رع قد انتهى تخطيطه بإقامة الصرح الثانى وطريق الكباش امامه وخاصة ان سيتى الثانى كان قد  قام من قبله بتشييد مقاصيره  الثلاثة للثالوث المقدس على اليسار "امام معبد ابت سوت " ففضل رمسيس الثالث ان يقيم معبده جنوبا (على يمين الداخل ) امام معبد ابت سوت ايضا. فأقامه "فى مكان عظيم مقدس على ارض مقدسه امام ابت سوت". ولم يكن يعلم ان معبده كان مقدرا له ان يندمج فى اضافات متواليه للمعبد الكبــــــــــير ومع ذلك فهو يؤلف وحده معمارية واضحة المعالم.
ويعتبر معبد رمسيس الثالث النموذج الحى لمعابد الآلهه فى الدولة الحديثه وكان مخصصا ايضا لاستراحت المراكب المقدسه لثالوث طيبه فى عهد رمسيس الثالث يبدأ بصرح اصابه الكثير من التخريب نرى علية المناظر التقليديه التى اغلبها ماتوجد على الصروح فالملك مصورا ومعه قرينه (الكا)يذبح اسراه وهو ماسك بشعورهم امام امـون الذين يقدمون إليه ثلاث صفوف من المدن المستولى عليها يمثل كل منها شخصا يبرز من خرطوش بداخله اسم المدينة المستولى عليها. يتقدم الصرح تمثالين للملك رمسيس الثالث ونحتت من الحجر الرملى.

ندخل الآن الى فناء مكشوف على جانبية صفان من ستة عشرة عمودا ثمانية فى كل جانب وقد وقف امام كل عمود تمثال للملك فى صورته الأوزيريه وقد اصاب التشويه اغلبها وتمثل المناظر التى على الجدار الخلفى للصرح الملك فى علاقاته بأمـون الذى يعطيه علامة "الحب ست" مما قد تشير بأنه وعد الملك بحكم طويل اما على الجدار الشرقى فهناك مناظر يمثل موكب الثالوث المقدس حيث يتقدم الملك الكهنة الذين يحملون الزوارق المقدسه لأمون وموت وخنسو. اما على الجدار الغربى فهناك منظر يمثل موكب الأله مين رب الخصوبه حيث يقوم الملك بأطلاق البخور على تمثال الأله مين –امـــــــون المحمول بواسطة الكهنة نصل الى الجدار الجنوبى للفناء المفتوح بواسطة احدور صاعد. ويتقدم هذا الجدار صفة يعتمد سقفها على اربعة اعمدة يتقتدمها تماثيل اوزيرية للملك. وتمثل مناظر هذا الجدار الملك فى علاقاته المختلفة بالآلهه والآلهات وخاصة ثالوث طيبة وخلف هذا الجدار نجد صالة مستعرضه ؛ حمل سقفها على اربعة اساطين بردية ذات تيجان مبرعمه يمكن اعتبارها ردهه لبهو الأساطين. ونصل  من مدخل فى جدارها الجنوبى الى بهو الأساطين ويعتمد سقفه على ثمانية اساطين فى صفين ذات تيجان على شكل براعم.وتمثل مناظر بهو الاساطين المناظر التقليديه التى تمثل الملك فى حضرة الآلهه والآلهات وهو يقوم بالتطهير واطلاق البخور وتقديم القربان بالإضافه الى طقوس دينية مختفلة.
اخيرا نصل الى مقاصير قدس الأقداس الثلاثه ، الوسطى خاصة بمركب أمون واليمنى خاصة بمركب خنسو واليسر خاصة بمركب الآلهه موت وذلك طبقا للمناظر المسجلة على جدران الداخلية لهذه المقاصير هذا بالإضافه الى بعض الحجرات الجانبية الخاصة بمستلزمات تقدمه الطقوس كما يوجد بجوار مقصورة موت حجرة بها سلم يوصل الى سطح المعبد.
طول هذا المعبد 52 متر ويمتد محوره من الشمال الى الجنوب بجانب الجدار الشرقى لمعبد رمسيس الثالث توجد صالة صغيرة تعرف بصالة البوبسطيين ويتقدمها اسطونين يكونان المدخل المعروف بمدخل شاشانق. المناظر هنا تمثل الملك شاشانق وتكلوت الأول وابنة اوسركون من ملوك الاسرة الثانية والعشرين فى حضرة الالهه المختلفة.
نتجة الآن الى وسط الفناء الكبير المفتوح فنجد اسطون طهرقا الشهير احد ملوك الأسرة الخامسة والعشرين وهو بقايا صالة للأساطين  الضخمة قام بتشييدها هذا الملك الاثيوبى فى القرن السابع قبل الميلاد وقد قامت مصلحة الاثار فى عامى 1928  ، 1929 بإعادة بناء هذا الاسطون فاكتشفت اسماء كل من بسماتيك الثانى من ملوك الاسرة السادسة والعشرين وبطليموس الرابع المعروف باسم فيلوماتور على احجار هذا الاسطون البردى الذى يصل ارتفاعة الى 21 متر وله تاج على شكل زهرة البردى اليانعه وكانت هذه الصالة تتكون من صفين من الاساطين على قاعدة فى وسطها المركب المقدس للاله امـــــــــون ابان الاحتفالات.

نصل الى الصرح الثانى او الى بقايا الصرح الثانى فهو مهدم الى حد كبير وقد بدأ بناءه الملك حور محب وأكمله رمسيس الاول وسجل عليه اسمه رمسيس الثانى وأضيف اليه إضافات من عهد يورجتيس الثانى وهو بطليموس الثامن وكان طولة 98 متر وراتفاعه 29,5 متر وسمكه 14 وقد عثر عام 1954 بالقرب منه على تمثال ضخم للملك بانجم ابن بعنخى من ملوك الاسرة الحادية والعشرين وهناك اعتقاد بان الملك بانجم قد اغتصبه من الملك رمسيس الثانى وخاصة ان التمثال الصغير الواقف فوق قدمية اقرب ما يكون الى تماثيل نفرتارى زوجة رمسيس الثانى والتمثال مقام الآن على يسار الداخل للصرح الثانى.وكان يتقدم الصرح الثانى طـنف (او سقفية) ترجع الى عهد الملك طهرقا وجددها بسماتيك الثانى.
نصل الآن الى بهو الاساطين العظيم وهو اكبر بهو ذى اساطين بنى فى العالم ومن افخم ماشيد من مبانى لغرض دينى وطوله 52 متر وعرضه 103 متر ويحمل سقفه 134 اسطون مشيده من الحجر الرملى وله ستة عشرة صفا ويعتقد ان الملك امنحوتب الثالث هو الذى اقام الممريين الرئيسيين ويشملان على اثنى عشرة اسطونا بساق اسطوانية فى اسفلها وتاج على شكل زهرة بردى يانعه ويبلغ ارتاع الاسطون (بدون اركيزه 19,25 متر) وقطره يصل الى ثلاثة امتار ومحيطة أكثر من عشرة امتار    .  وأقام سيتى الاول باقى الاساطين وعددها 122 اسطونا ذا 14 صفا سبعة صفوف فى كل جانب ويبلغ ارتفاع الاسطون 14,74 متر واتخذت تيجانها شكل براعم البردى وبذلك يكون سقف البهو على مستويين بحيث يعلو وسطه سقفى جانبية واستغلوا الفرق بين سقف الاورقه الثلاثه وسقفى الاورقه الجانبيه بعمل شبابيك فخمة من الحجر تسمح بتسرب الضوء منها لتـنير الطريق الى البهو وهو طريق موكب الإله .




اطلق سيتى الاول على هذه الصاله اسم "معبد الإله( المسمى) سيتى محبوب بتاح المفيد فى معبد أمــون" ويبدو ان العمل فى نقوش هذه الصاله ومناظرها لم ينتهى فى عهد سيتى الاول فأكمله الملك رمسيس الثانى اذ نلاحظ ان مناظر ونقوش النصف الشمالى لهذه الصاله ينتمى أغلبها الى الملك سيتى الاول اما مناظر ونقوش النصف الجنوبى لهذه الصاله فيرجع الى عهد رمسيس الثانى . كما اضاف بعض الملوك امثال رمسيس الثالث والرابع والسادس والملك حرى حور اسمائهم على اساطين وجدران هذه الصاله.
تشير بقايا الالوان الموجودة على تيجان الاساطين والسقف الى مناظر هذه الصالة ونقوشها كانت مزينة بالألوان المختلفه ومن اجمل المناظر التى على الجدار الشمالى والخاصه بالملك سيتى الاول وتمثلة وهو يقوم بتادية طقوس دينية مختلفه ولعل من اهمها المنظر الذى يمثل الملك سيتى راكعا تحت الشجرة المقدسه والأله جحوتى يكتب اسمه على اوراقها. وعلى نفس هذا الجدار ولكن من الخارج نجد مناظر سيتى الاول فى قتال مع الاسيويين وانتصاره عليهم اما المناظر الداخلية التى على الجدار الجنوبى لبهو الاساطين فتمثل الملك رمسيس الثانى فى علاقاته المختلفه مع الالهه والآلهات ولعل مما يجد مشاهدته المنظر الذى يمثل رمسيس الثانى فى لباس الكهنه يقوم باطلاق البخور امام موكب امون المقدسة التى يحملها الكهنه وهم يلبسون اقنعة كل من ارواح بوتو (برؤوس الصقور) وارواح نخن(برؤوس ابناء آوى)ثم يتبعها على اكتاف الكهنه ايضا كل من مركب خنسو ومركب موت اما المناظر الخارجيه لهذا الجدار فتمثل حروب رمسيس الثانى فى سوريا وعلى نفس الجدار الجنوبى ولكن من الخارج يوجد حائط بارز نقش عليه النص الشعرى لمعركة قادش وهو المعروف باسم شعر "بنتاؤور" اشارة الى اسم الكاتب الذى نظمه. وقد سجل رمسيس الثانى اسمه على كل من المدخلين الشمالى والجنوبى لبهو الاساطين فأطلق على المدخل الجنوبى اسم "الباب العظيم لملك مصر العليا والسفلى وسر ماعت رع ستب ان رع ابن رع رمسيس الثانى محبوب أمون (المسمى) عظيم الآثار فى معبد امون"...واطلق على المدخل الشمالى اسم "الباب العظيم لملك مصر العليا والسفلى سيد الارضين وسر ماعت رع ستب ان رع ابن رع رمسيس محبوب امون (المسمى) المضىء فى بيت امون" .
نصل الى الصرح الثالث وتاريخ بناء هذا الصرح ومايتبعه من الصروح امثال الرابع والخامس والسادس ..الى اخره . له صعوبته الخاصه ولعل السبب فى ذلك هو تعاقب الملوك بل وهدمهم ماشيده من سبقوهم من ملوك وبناءهم من جديد عمائر تهمهم ثم بعد ذلك ياتى الدور عليهم فيعدل فيهم مـــاعملوه فيمن ســـــبقوهم وهلم جرا.  فعلى سبيل المثال الصرح الثالث الذى شيده وامر ببناءه امنحوتب الثالث لا شك ان امر بهدم كل المبانى  التى استخدمت كحشو له من عصور سابقة لعهده وقد ذكرناها من قبل بالتفصيل....ومن الصعب الان ان يتصور الانسان جمال هذا الصرح الذى كان يمثل الواجهه الغربية للمعبد فى عهده والسبب فى ذلك انه مـــهدم الى حد كبير ولكن نستطيع من خلال النص الذى تركه الملك امنحوتب الثالث على لوحة عثر عليها فى معبد تخليد ذكراه بالبر الغربى لطيبه ان نعرف الوصــــــف الكامل لهذا الصرح(اللوحه الآن بالمتحف المصرى وقد اغتصبها مرنبتاح) ونقش على ظهرها فهو"باب (مدخل)عظيم جدا امام امون رع سيد عروش الارضين مـــــــصفح سطحه كله بالذهب وصورة الإله فى هيئة كبش مرصعة بالأزود حقيقى ومطعمة بذهب وأحجار ثمينة عديده وليس له مثيل وأرضه محلاة بالفضة ويصل صــــــــرحه للسماء مثل اعمدة السماء الاربعة وتلمع ساريات اعلامه المصفحة بالذهب اكثر من السماء".
الصرح الثالث مهدم الآن وقد تكلمنا عما وجد بداخله من اثار وأستخدمت كحشو له ولعل اهما : الاحجار الكاملة لمقصورة سنوسرت الأول البيضاء والاحجار المرمريه لمقصورة امنحوتب الاول والاحجار الخاصه بأستراحة الزورق المقدس للملكه حتشبسوت والمعروفه اصطلاحا بالمقصورة الحمراء.
نخرج الآن من المدخل الشمالى للفناء الكبير لنصل الى مايعرف اصطلاحا بالمتحف فنشاهد على اليسار (غربا) احجار مقصورة حتشبسوت وأغلب مناظرها تمثل علاقة الملكة بالآلهه والآلهات. ثم نصل بعد ذلك الى مقصورة سنوسرت الاول.
جوسق يوبيل الملك سنوسرت الاول :
وجدت الأحجار الكاملة لهذا الجوسق ضمن الآثار التى عثرت عليها داخل الصرح الثالث الذى شيده الملك امنحوتب الثالث من ملوك الاسرة الثامنة عشرة فى منطقة معابد الكرنك.  وقد قام بإعادة بناءه المهندس الفرنسى شفريه عام 1936 وهو مقام الآن فى المنطقه المعروفه بأسم "المتحف" على شمال الداخل بعد الصرح الاول  للمعبد.
والجوسق وهو من الحجر الجيرى الابيض الجيد عباره عن قاعدة صغيرة مرتفعة نسبيا اقيم فوقها قاعة تتميز بواجهتين على محور واحد وتتميز كل واجهة بوجود درج  بسيط يتوسط احدور يوصل للمدخل ويتميز كل درج بوجود "دربزين" ذو قمة مستديره كما ان كل واجهه تتميز بوجود اربعة اعمده يتوسط المدخل العمودين الثانى والثالث اما الجانبان الأخران للمعبد فيتشابهان فى نظامهما مع نظام الواجهه غير انهما اكثر طولا وليس بهما مدخل. ويميز المدخل ذاته عتب علوى تزينه الشمس المجنحه ومن فوقها نشاهد الكرنيش المصرى الذى يحيط باطراف المعبد العليا.
يتوسط المعبد قاعة مربعه من الجرانيت يحيط بها اربعة اعمدة قسمت على صفين ويلاحظ ان المناظر والنصوص التى نقشت على جدران واعمدة هذا المعبد قد بلغت حدا من الروعة والكمال يدلان على مقدرة الفنان المصرى فى ذلك العصر. المناظراغلبها يمثل الملك مع علاقاته المختلفه مع الآلهه.اما النصوص فلعل اهما مايذكر اقاليم مصر المختلفه فى هذه الفتره وما له صله بعيد السد الخاص بالملك سنوسرت الاول وقد اختلف الآراء فى الهدف من هذا المعبد. ويعتقد شفريه بأن المعبد كان معبد استراحة للمركب المقدس الخاص بالإله امـــــــون رع الذى كان يوضع تمثاله  داخل الناووس المقدس اثناء الاحتفالات الدينية ويرى ان الديل على ذلك هو القاعده الجرانيتيه ووجود المدخلان الصاعدان للمعبد.
مقصورة امنحوتب الأول :
بجانب مقصورة سنوسرت الاول (شمالا)نجد مقصورة صغيره أخرى وجدت احجارها المرمريه كلها داخل الصرح الثالث وقد اعيد بناءها فى هذا المكان وهى مقصورة امنحوتب الاول وقد اضاف الى نقوشها الملك تحتمس الاول وهى عباره عن قاعة مستطيله مفتوحه من طرفيها يزينها من الخارج الكرنيش المصرى.
تمثل المناظر الخارجية على الجدار لشمالى امنحوتب الاول فى علاقاته الدينيه المختلفه مع الاله امـــــــون فنراه يقدم القرابين كذلك منظر الطقس المعروف بأسم "الجرى" "بآنيه "الحس" اما المناظر الخارجيه على الجدار الجنوبى فتمثل تحتمس الاول فى علاقاته الدينيه مع امــــون ونلاحظ هنا ايضا الطقس المعروف "بالجرى بالدفه والمجداف " والمنظر الخاص بأقامة مقصورة "سخنت"
مناظر المقصوره الداخلية كلها تمثل امنحوتب الاول فى مناظر دينيه مختلفه امام امــــــون رع .وقد اطلق على هذه المقصوره باللغه المصريه القديمه اسم"حت  نثر من  منو امــــــون"بمعنى معبد الاثر الخالد لامــــــــون .
بعد ذلك نعود ثانية الى الفناء الكبير المفتوح لتكملة زيارة معبد امــــــــــون رع.
يلى الصرح الثالث فناء مستعرض اقام فيه الملك تحتمس الاول مسلتين وهما المسلتان اللتان كانتا مقامتان امام الصرح الرابع الذى كان اغلب الظن يمثل مدخل المعبد فى عهده. كما اقام تحتمس الثالث بعد ذلك مسلتين فى نفس هذا الفناء ولم يبقى من هذه المسلات الأربع غير واحدة فقط فى مكانها بمعبد الكرنك اما الباقى فقد نقل خارج البلاد. والمسله الباقيه تنتمى للملك تحتمس الاول ويصل ارتفاعها الى 21,3 متر ويصل وزنها الى 143 طن وعليها ثلاثة صفوف عموديه من النصوص ينتمى الاوسط منهم لصاحب المسلة تحتمس الاول ثم اضاف الملك رمسيس الرابع الصفان الجانبيان .وهناك مـــــــناظر تمثل رمسيس الثانى على القاعده.  كما نلاحظ ان الجدار الجنوبى بعد الصرح الثالث والمدخل الذى به اضافه تمت فى عهد رمسيس التاسع.

اقام تحتمس الاول الصرح الرابع وهو مهدم الى حد كبير وكان يمثل واجهة المعبد فى عهده.كما اقام ايضا صالة الاساطين التى تلى الصرح الرابع مباشرة وان كان هناك اعتقاد بأن خشب الأرز كان هو المادة التى استخدمت فى صناعة سقف هذه الصالة واساطينها كما اقيمت فى مشكاوات فى جدران صالة الاساطين تماثيل كبيره تمثل الملك تحتمس الاول فى رداء "الحب سد" مره لباس التاج الابيض وذلك فى النصف الجنوبى من صالة الاساطين ومرة لباس التاج الاحمر  وذلك فى النصف الشمالى من بهو الاساطين.
عندما تسلمت حتشبسوت مقاليد الحكم امرت بإقامة مسلتين فى هذه الصالة المستعرضة ويحتمل نتيجة لذلك انها ازالت الاساطين الخشبية ونزعت الجزء الاكبر من السقف.ولا زالت للآن المسلة اليسرى منها قائمه فى مكانها ويبلغ ارتفاعها 29,50 متر وهى من الحجر الجرانيت الوردى ويصل وزنها الى 323 طن وأقيمت على قاعدة مربعة؛ طول الضلع فيها 2,65 مترا.وقد سجل على قاعدة المسلة قصة هاتين المسلتين اللتين أمرت بتشييدهما والوقت الذى تم فيه قطعهما والسبب الذى اقيمتا من اجله.  ولا نعرف للآن الاسباب التى دعت حتشبسوت لإقامة هاتين المسلتين فى هذه الصاله بالذات هو انه قد تحقق فيها نبوءة تتويج عدوها تحتمس الثالث وقد اطلق على هذه الصاله اكثر من اسم فى اللغة المصرية القديمة وكلها مرادفات لمعنى واحد هو" صالة الاساطين البرديه" فقد اطلق عليها فى عهد تحتمس الاول اسم "اونت شبست ام واجو" بمعنى "صالة الاساطين العظيمه البرديه" وفى عهد حتشبسوت عرفت بأسم "واجيت شبست "بنفس المعنى ..وعندما جاء تحتمس الثالث الذى كان يكره حتشبسوت بقسوة عمل على اخفاء هاتين المسلتين وذلك بإقامة جدران حولهما فلم يبق منهما إلا نهايتهما. وبهذه الطريقه حرم على حتشبسوت فى عهده على الاقل المجد التى كانت ستكتسبه من اقامة هاتين المسلتين.
نصل الآن الى بقايا الصرح الخامس المهدم وقد اقامه تحتمس الاول ايضا وأطلق على مدخله اسم "امـــــون ورشفت"بمعنى "امـــون كبير العظمه" ومنه الى صالة الاساطين التى اقامها تحتمس الاول ايضا وأطلق عليها"اونت شبست" بمعنى "الصالة العظيمه" وكانت اساطينها ذات ستة عشرة ضلعا بالاضافة الى الاعمدة الجانبية الأوزيرية واضاف تحتمس الثالث حجرتين صغيرتين على جانبى مدخل اللصرح الخامس.
بعد ذلك نصل الى بقايا الصرح السادس الصغير شيده تحتمس الثالث من الحجر الرملى وأطلق عليه "الصرح العظيم الداخلى"وأطلق على مدخله المصنوع من حجر الجرانيت اسم "البوابه العظيمه (المسماه) من خبر رع (اسم التتويج للملك تحتمس الثالث)محبوب امون كبير فى عظمته او مكانته".   وقد اقام تحتمس الثالث صالتى الحوليات بعد الصرح السادس مباشرة نجد على جانبى الصالة الاولى فناءين شمالا وجنوبا بهما بقايا المقاصير التى اقامها امنحوتب الاول وجددها تحتمس الثالث .تتميز الصالة الاولى بوجود عمودين اقامهما تحتمس الثالث من الجرانيت الوردى يزين الشمالى منها زهرة البردى رمز الدلتا ويزين الجنوبى منهما زهرة اللوتس رمز الصعيد.  ويوجد فى الصاله الأولى ايضا تمثالان على يسار الداخل احداهما يمثل الاله امــــون والآخر يمثل الالهه امونت وقد أمر بأقامتها الملك توت عنخ امــــون من الحجر الرملى ولهذا يلاحظ الشبه الكبير بينها وبين ملامح توت عنخ امون الشهير وقد اغتصب حورمحب التمثالين ونسبهما لنفسه.
بعد ذلك نصل الى صالة الحوليات الثانية ويعتقد جون ولسن ان اختيار تحتمس الثالث لهذا المكان بالذات "هو اثبات ان الملك قد أقام بأداء ماعلية من حق نحو الاله وقد كان امون شريكا للملك بل الشريك الاهم". كانت توجد مقصورة قدس الاقداس التى اقامها تحتمس الثالث اغلب الظن وسط الحوليات الثانية وذلك بعد ان نزع تحتمس الثالث المقصورة التى كانت موجوده من عهد حتشبسوت والتى اقامتها بعد ان نزعت اغلب الظن مقصورة كانت مقامه فى عهد الدولة الوسطى.وقد وصفت النصوص المصرية مقصورة قدس الاقداس التى اقامها تحتمس الثالث كما يلى :
"لقد اقام جلالته مقصورة مقدسه فى مكان امـــــــــون المحبب (وأطلق عليها )العرش العظيم الذى يشبه افق السماء(وصنعت) من حجر الجبل الأحمر الرملى وكان داخلها مطعما بالذهب". وتتميز صالتى حوليات تحتمس الثالث بخمس مداخل غير مدخل الصرح نفسه مدخلان فى الصاله الأولى شمالا وجنوبا وثلاثة فى الصالة الثانية شمالا وشرقا. اما الحجرات التى على جانبى صالة الحوليات الثانية فأغلبها يرجع لعهد تحتمس الثالث ؛ عدا حجرة هامه واحده  اقامتها حتشبسوت ويمكن الوصول اليها من المدخل الشمالى المصنوع من حجر الجرانيت الاسود الموجود فى الصاله الثانية للحوليات وذلك لمشاهدة ماكان بها من مناظر جميلة لازال البعض منها محتفظا بالوانه ثم نرى قسوة الانتقام اذ امر تحتمس الثالث بإزالة كل اشكال حتشبسوت من هذه الحجرة. اقام فيليب اريديوس مقصورة قدس الاقداس الحالية وهى مصنوعه من حجر الجرانيت الوردى وخصصت للمركب المقدسه للاله امــــــــون ولا زال بها للآن القاعدة التى كان يوضع عليها قارب امـــــــون المقدس ويحتمل ان فيليب اريديوس قد امر ببناء هذه المقصورة مكان مقصورة قديمة ترجع الى عهد تحتمس الثالث ومقصورة فيليب اريديوس عباره عن حجرتين مستطيلتين يبلغ طول الاولى 6 امتار والثانية 8 امتار وقد غطت جدران هذه المقصورة الداخلية والخارجية بمناظر دينية اهمها المناظر الموجودة على الجدار الجنوبى (الايمن) وعليه مناظر تمثل تتويج الملك وتقديمه للآله ثم موكب مركب امــــون المقدس.ولا زالت المناظر محتفظه بالوانها. ثم نصل بعد ذلك الى فناء كبير ليس به الا بعض الاحجار وهو المكان الذى يعتقد ان المعبد الذى يرجع الى عهد الدولة الوسطى كان مشيدا فيــــــــه .
معبد بهو الاحتفالات :
نجد فى نهاية فناء الدولة الوسطى معبد بهو الاحتفالات الذى أقامه تحتمس الثالث فى العام الرابع او الخامس والعشرين من حكمه بعد وفاة حتشبسوت ويحتمل انه احتفل فية بعيد "السد الاول" او  "اليوبيل الاول" وقد اطلق علية اسم "اخ منو" بمعنى "الاثر المفيد او المضىء" وان كان يقصد هنا المبانى الخالدة المضيئه او المفيده . ويشمل هذا المعبد على ثلاثة أجزاء اساسية هى كالآتـــــــــــــى  :
1-   الحجرات الجانبية  الجنوبية والشمالية وكانت مخصصة لحفظ مستلزمات المعبد من طعام وشراب وعطور ولباس وعقود . بهو كبير للأساطين وللأعمدة يطلق عليه اصطلاحا بهو الاعياد .
2-   حجرات فى الشرق يتوسطها قدس الأقداس وبجانبه شمالا صالة ذات اربعة اساطين تعرف اصطلاحا بحديقة النباتات وذلك لما يزين جدرانها من المناظر شائقة لنباتات وطيور وحيوانات جلبها تحتمس الثالث من سوريا فى السنة الخامسة والعشرين من حكمه الى حديقة المعبد وبهذا يمكن اعتبار تحتمس الثالث اول مؤسس لحديقة حيوان فى العالم .وسنتكلم الآن عن بهو الأعياد :
نصل اليه عن طريق المدخل الموجود فى جانبه الجنوبى الغربى ؛ وهو كبير مستطيل طوله 43,2 مترا وعرضه 15,6 وهو فريد فى تخطيطه واسلوبه المعمارى فقد حاول فيه المهندس المصرى تقليد الخيمه الملكية التى كانت تنصب فى الحروب فهو يبدو كسرداق ضخم من الحجر يتوسطه صفان من اساطين عالية فى كل صف عشرة اساطين من الطراز الذى اصطلح على تسميته باسطون الخيمة وقد يبدو تاج هذا الاسطون مقلوبا فهو يشبه ناقوس فتحته من اسفل ومدور فى اعلاه حيث تستقر علية ركيزة من فوقها عتب ولعل السبب فى هذا ان اعمدة الخيمة الخشبية يجب تدق من اعلا وليس مثل الاساطين النباتية التى تنمو (تبنى)من اسفل الى اعلا.  وقد اقيم فى جوانب هذا البهو الاربعة صف من الاعمدة عددها 32 عمود وهى اقل ارتفاعا من الاساطين التى فى الوسط وبذلك يستوى السقف على مسطحين بينهما فتحات تسمح بدخول الضوء ويلاحظ ان قواعد الاساطين قد قطعت عن عمد ربما لكى لا تعرقل سير المركب وقد عثر فى الحجرة الصغيرة الموجودة فى الزاوية الجنوبية الغربية على قائمة حجرية بها اسماء الملوك الذين اهتموا اغلب الظن بمعبد الكرنك وقد اقامها تحتمس الثالث هناك ولهذا تعرف بقائمة الكرنك وقد نقلها بريس دافن عام 1844 الى متحف الوفر حيث تعرض الآن. ويعتقد المهندس الاثرى هينى ان بهو احتفالات تحتمس الثالث يمثل من الناحية الهندسية المرحلة الاولى للبازلكا التى شاعت فى معبد الرعامسة ثم وجدت سبـيلها بعد ذلك الى خارج مصر.
المبانى الجنوبية لمعبد أمـــــــــون رع بالكرنك :

نعود الآن الى فناء الأوسط بين الصرحين الثالث والرابع ومنه نتجه جنوبا لزيارة الجزء الجنوبى من معبد امــــــــون رع فنجد امامنا فناء مخربا له شهرته وهو الفناء الذى يسبق الصرح السابع وقد اقامه تحتمس الثالث فقد عثر فيه ليجرا فى الفترة مابين 1902 و 1909 على مجموعة ضخمه من التماثيل المختلفة (799 من الحجر و 17000 من البرنز اغلبهم فى متحف القاهرة الآن) ولا شك ان هذه التماثيل كانت مقامة يوما ما داخل المعبد وذلك قبل لجوء الكهنه الى اخفائها حفاظا عليها اغلب الظن قبل الغزو الآشورى ولهذا يطلق على هذا الفناء اسم "فناء الخبيئة" .   على الجدار الغربى لهذا الفناء نجد مناظر تمثل رمسيس الثانى فى علاقاته المختلفة مع الالهه والالهات وعلى نفس الجدار ولكن من الخارج نرى (من الشمال الى الجنوب)منظر يمثل الملك رمسيس الثانى فى عربته الحربية امام قلعة ثم الملك على قدمية يهاجم القلعة والعربات الحربية فى الانتظار بعد ذلك نجد نص معاهدة السلام التى عقدها رمسيس الثانى من الحيثيين فى العام الحادى والعشرين من حكمة.
اقام تحتمس الثالث الصرح السابع وهو مخرب  وقد سجل على وجهى الصرح الشمالى والجنوبى المناظر التقليدية لقمع الاعداء فنرى الملك مره وهو يقمع الاسيويين ومره وهو يقمع النوبيين امام الاله امـــــون .وقد اطلق تحتمس الثالث على مدخل هذا الصرح المصنوع من الجرانيت اسم " الباب (مدخل)(المسمى)تحتمس الثالث وامـــــون رع عظيمى التجلى" . وقد اقام تحتمس الثالث ايضا اربعة تماثيل مختلفة له امام الواجهة الشمالية للصرح اثنان على كل جانب كما يوجد ايضا ثلاثة تماثيل من عصور مختلفة يصعب معرفة اصحابها.
نمر الآن من مدخل الصرح السابع لنصل الى الفناء الذى امامه لمشاهدة الواجهه الجنوبية للصرح. فنجد امامه تمثالين الغربى لرمسيس الثالث والشرقى لتحتمس الثالث.  نجد فى هذا الفناء الذى يسبق الصرح الثامن ويتقدم الصرح السابع على اليسار بقايا بناء صغير كان مخصصا لاستراحه المركب المقدس ويرجع الى عهد تحتمس الثالث.

نتجه شرقا الآن حيث نجد البحيرة المقدسة التى كانت تستخدم فى التطهير والتنظيف ويحتمل فى الاحتفالات ايضا.  ونجد بجوار البحيرة جعران ضخم من الجرانيت يرجع الى عهد امنحوتب الثالث يمثل الاله "خبر" وهو يرتكز على قاعدة ضخمه نقش عليها منظر يمثل امنحوتب الثالث راكعا ومقدما قربان النبيذ للاله اتوم اله هليوبوليس ليمنحه الخلود ويحتمل ان هذا الجعران كان مقاما فى معبد تخليد ذكراه فى البر الغربى لطيبه ثم نقل الى مكانه الحالى بعد ان تهدم المعبد.



نصل الآن الى الصرح الثامن وهو فى راى بارجيه طبقا لما علية من مناظر ونقوش ويرجع الى فترة الاشتراك فى الحكم بين تحتمس الثالث وحتشبسوت وقد رسمه سيتى  الاول بعد ذلك. مناظر الواجهه الشمالية لهذا الصرح هى مناظر دينية للملكه حتشبسوت وعدد من الملوك الذين ساهموا فى بناء وترميم اغتصاب هذا الصرح امثال تحتمس الثالث والثانى وسيتى الاول ورمسيس الثالث وهى مناظر تظهر علاقات التعبد المختفلة مع الالهه والالهات.
تعليقات
الاسمبريد إلكترونيرسالة