U3F1ZWV6ZTE2NDAzNzE1MDYwMTE2X0ZyZWUxMDM0ODg4MTkwMzEzNw==

مصادر الطب والصيدلة في مصر القديمة


  مصادر الطب والصيدلة في مصر القديمة
 
       كان من المتوقع أن نعثر على مئات البرديات التي تتعلق بالطب، لكن ورق البردي لا يحتمل كثيرًا عوامل الزمن وعبث الإنسان، ولهذا فإن ما احتفظ لنا به القدر من برديات طبية لا يزيد كثيرًا عن عدد أصابع اليدين، ولعل أهمها:
 
 
-             بردية اللاهون
-             بردية هرست
-             بردية إيبرس
-             بردية برلين
-             بردية إدوين سميث
-             بردية لندن
-             بردية ليدن
-             بردية كارلسبرج
-             بردية شستر بيتي
 

 وهي برديات تتضمن معلومات عن أمراض مختلفة، ووصفات طبية، وأعشاب طبية، وتعاويذ سحرية، وتمائم ضد الأرواح الشريرة.
 
جزء من بردية إدوين سميث
 
 
 
 
بردية هرست
 
وإلى جانب البرديات الطبية، هناك المومياوات التي كان من بين النتائج الهامة للكشف عنها بكل مستويات أصحابها الاجتماعية والاقتصادية - التعرف على بعض الأمراض وفحص كل أعضاء الجسد، مما أدى إلى توفر الكثير من المعلومات عن التشريح والجراحات والعلاج ..إلخ.
 
 
بردية اللاهون الطبية
 ثم هناك النقوش والمناظر المسجلة على جدران بعض الآثار مثل المعابد والمقابر، مثل منظر ختان الذكور في مقبرة "عنخ ماحور" بسقارة، والمقابر التي تخص أطباء، والتي ورد فيها ذكر لوظائفهم ودورهم في هذا الميدان.
 
 
وإلى جانب ذلك فقد عثر على أطلال بعض المصحَّات، كما أشير إلى دور البعض الآخر في النصوص المصرية التي وردت على بعض معابد العصور المتأخرة وأخيرًا هناك عشرات الأدوات الطبية، التي عثر عليها والتي يحتفظ بها في المتاحف المختلفة، بالإضافة إلى ما سجل منها على جدران الآثار المصرية.
 
  
 
 
 منظر الأدوات الطبية الشهير بمعبد كوم أمبو
 
خطوات التعامل مع المرض
 
      حدَّد الطبيب المصري القديم لنفسه مجموعة من الخطوات ليصل بها إلى إمكانية التشخيص واقتراح العلاج، وهي:
 
 تحديد الحالة.
 الفحص الإكلينيكي بالشم واللمس والضغط بالأيدي والحوار مع المريض.
 التشخيص.
 تحديد العلاج أو إجراء جراحة إن كانت هناك ضرورة.
 متابعة الحالة بشكل دوري.
 
 
 
 
 
الأمراض
 
       تضمنت البرديات الطبية المشار إليها سابقًا العديد من الأمراض التي أمكن للأطباء تشخيصها والتعامل معها، وهي:
 
-      أمراض الرأس
-      أمراض الأنف والأذن والحنجرة
-      أمراض الأسنان
-      أمراض العيون
-      الأمراض الباطنية
-      أمراض الشرج
-      أمراض الأورام
-      أمراض النساء
-      أمراض القلب
-الأمراض العصبية
-الأمراض الجلدية
-أمراض المسالك البولية
-أمراض الصدر
-أمراض العظام
-أمراض سوء التغذية
-أمراض الأطفال
 
 
العقاقير
 
      جاء التطور في مجال العقاقير موازيًا للتطور في مجال الطب، ولقد اعتمدت العقاقير على النباتات والحيوانات والمعادن. فمن بين النباتات: "البصل، والثوم، والبردي، والجميز، والخيار، والبقول، والبطيخ، والبلح، وزيت الخروع، والخس، والنخيل، والدوم، والرمان، والشعير، والصمغ الأبيض، والبابون، والبقدونس، والسنط، والزعفران، والعنب، والفجل، والقرفة، والقمح، والكتان، والكمون، والبخور، والمر، والنعناع".... إلخ.
 
 
وقد بلغ عدد النباتات والخضروات والفواكه المستخدمة في إعداد العقاقير تسعين نوعًا.
 
  
           
بعض النباتات التي كانت تستخدم لصنع العقاقير الطبية أيام المصريين القدماء
 
 
وأما عن الحيوانات والزواحف والحشرات، فقد بلغ عددها اثنين وعشرين نوعًا؛ من بينها "القطط، والفئران، والحشرات الطائرة، والديدان، والأسماك، والضفادع، والنحل، والقواقع....إلخ".
 
وأما عن المعادن والمواد العضوية فقد بلغ عددها حوالي خمسة وعشرين نوعًا؛ منها "الإسفلت، والجبس، والقار، والمغرة الصفراء، والمغرة الحمراء، والملاخيت، والنطرون، وأكسيد الحديد، وأكسيد النحاس، وغيرها."
 
 
 
التحنيط والطب
 
        ليس هناك من دليل على تقدم الطب في مصر القديمة أكثر من تحنيط الآدميين والحيوانات والطيور والزواحف والحشرات، الأمر الذي يعني فهمًا واضحًا للتشريح والعلاج والحفاظ.
      
ولقد ظل التحنيط يتطور عبر التاريخ المصري القديم، حيث كانت البداية محاولات للحفاظ على الأجساد، وبمرور الوقت وبالمزيد من الدراسات والتجارب تم التوصل إلى التحنيط الذي يعد من أبرز العلامات على طريق الحضارة المصرية القديمة. وكان فريق التحنيط يتكون من أطباء وأخصائيين في التشريح، وفي كيفية التعامل مع أجزاء الجسد المختلفة للحفاظ عليها.
 
 
                                              مجموعة من مواد التحنيط – متحف التحنيط- الأقصر
 
آلهة الطب
 
      لم تعرف الحضارة المصرية القديمة إلهًا محددًا للطب، وإنما ارتبط الأمر بعدد من الآلهة والإلهات، ومن بينهم:
-              الإله "حوتي" إله الحكمة والمعرفة 
-              الإله "بتاح" إله الفنون والحرف 
-              الإله "حور" والإله "أمون"
-              الإله "خونسو"
-              الإلهة "إيزة" أو "إيزيس"
-              الإلهة "حاتحور"
-              "إيمحتب" مهندس الملك زوسر
 
              
 
الطبيب والمعماري "إيمحتب"
      
وأخيرًا فإن التقدم الذي وصل إليه الطب في مصر القديمة ما كان يمكن أن يحدث دون الكثير من العوامل المساعدة، وعلى رأسها اهتمام الدولة بصحة مواطنيها، ونظافة البيئة التي يعيش فيها الإنسان المصري، الأمر الذي حدثنا عنه بعض النصوص المصرية القديمة، وذلك ما ساعد على أن يكون المجتمع صحيحًا معافًى.
     
ولقد نال الطب المصري القديم شهرة كبيرة لدى الدول المجاورة مثل "سوريا، وبلاد النهرين، وفارس، وخيتا، وفينيقيا"، وهي الدول التي لجأت لمصر لكي تمدها بالمتخصصين في بعض الأمراض لعلاج حالات لديها.
 
والمعروف أن اليونانيين تعلموا كثيرًا من المصريين في مجالات التشخيص الطبي والجراحة والعلاج والعقاقير، وهو أمر يقرونه في مصادرهم.
 
         إن إنجازات الحضارة المصرية ليست – كما يبدو للبعض- مقصورة على العمارة والفنون، ولكنها إنجازات في مجال العلوم بوجه عام، وفي الطب بوجه خاص، ما يجعلنا نفاخر به بين الحضارات القديمة الأخرى.
 
تعليقات
الاسمبريد إلكترونيرسالة