U3F1ZWV6ZTE2NDAzNzE1MDYwMTE2X0ZyZWUxMDM0ODg4MTkwMzEzNw==

حـور . حورس (Hr)


 حـور . حورس  (Hr)

     اسمه باللغة المصرية القديم "حـر"، أو: "حور"، وباليونانية "حُورَس"، وبهذا الاسم الأخير شاع ذكره فى مراجع المصريات. وهو أحد أهم وأقدم المعبودات المصرية على الإطلاق، وارتبط منذ ظهوره بالملكية وشرعية الحكم، وذلك باعتباره الوريث الشرعى لأبيه "أوزير". وعلى ذلك فإن الملك كان يعتبر هو "حـور" على الأرض، أو ممثلاً له على عرش مصر تمثيلاً فعلياً أو رمزياً.
    وتشير نصوص (حجر "بالرمو") إلى ملوك عصور ما قبل الأسرات فى مصر بأنهم عرفوا باسم "شمسيو حور"، أى: (أتباع حور). وقد ظهر المعبود "حـور" فى العديد من الصور، ويعبر اللاهوت الخاص به عن أنه من أكثر الأرباب المصرية عمقاً واتساعاً فى اللاهوت المصرى القديم.
   وقد ظهر اسمه على المصادر الأثرية منذ بداية الأسرات، ويعد "حـور" هو أول المعبودات المصرية فى هيئة الصقر، حيث صور فى هذه الهيئة على صلاية الملك "نعرمر" وهو يقيد الأسرى.

      
رأس من الذهب لتمثال للمعبود الصقر "حـور" (حـورس).
الأسرة السادسة، المتحف المصرى.
  حـور"رب السماء"
     وهو الشكل الرئيسى للمعبود "حورس" (سيد السماء)، وهو أقدم صورة ارتبطت بهذا المعبود. ويشير معنى الاسم المصرى القديم "حر" والمشتق من اللفظ المصرى القديم(Hr)، أو: (Hry)، أى: (الذى يعلو، أو: البعيد)، وذلك فى إشارة لطبيعة الصقر الذى يطير عالياً أثناء الصيد، هذا إن لم تكن تشير إلى الطبيعة الشمسية للمعبود.
    وتشير الأساطير إلى أنه صقر سماوى، عينه اليمنى تمثل "الشمس"، واليسرى تمثل "القمر"، والنقاط المميزة لصدره تمثل النجوم، وجناحاه يصوران السماء، بينما تسبب حركتهم الرياح.
   وقد عُبد "حورس" فى هذه الصورة فى بعض الأماكن التى ترجع إلى بداية الأسرات، مثل "هيراكونبوليس" (الكوم الأحمر)، بالإضافة إلى تقديس وعبادة الصقر "حـور" فى عدد من الأماكن المحلية والإقليمية.
   وعادة ما يمُثل "حـور" فى صورته الأصلية (الصقر)، والتى كانت أكثر الهيئات التى عُبد بها فى مختلف أرجاء مصر. كما صور فى تمساح برأس صقر فى صورته "حور ام آختى".
    وكابن للربة "إيـزة"، مُثل عادة فى صورة رجل بالغ، أو فى صورة طفل. وعادة ما يصور أيضاً فى هيئة آدمية برأس صقر، ويضع التاج المزدوج كناية عن الملكية بوصفه حاكماً لمصر كلها.
   وكان لعبادة "حـور" فى العديد من الصور، وارتباطه بالعديد من الأرباب وأماكن العبادة، أن صار من الصعب حصر أماكن عبادته. ولكن من أهم مناطق عبادته "نخن" فى جنوب مصر، وذلك منذ أقدم العصور التاريخية، حيث كانت أقدم مكان عُبد فيه "حور" فى هيئة الصقر.
    وبخلاف ذلك فقد عُبد فى العديد من الأماكن والمعابد المصرية فى كافة أرجاء مصر؛ فقد عُبد الصقر "حور" فى الدلتا فى "أوسيم"، وعُرف هناك تحت اسم "حور، خنتـى إيرتـى"، أو "خنتـى خـم".
   ويشير الفصل (112) من "كتاب الموتى" إلى أن مدينة "بـه" أو "بوتو" قد أُعطيت لحورس كتعويض عن عينه التى جُرحت فى صراعه مع "ست" قاتل أبيه، وهو ما يعكس أهمية هذا المكان فى عبادة "حورس".
   وفى مصر العليا اكتسبت عبادة "حورس" أهمية خاصة مع "حتحور"، وذلك فى المعابد البطلمية فى "كوم أمبـو"، و"إدفـو". وإلى الجنوب نجد معابد لبعض صور المعبود "حـور" فى "النوبة"، و"بوهين"، و"عنيبة".

تمثال للمعبود الصقـر "حـورس"، وعلى رأسه تاج الملكية المزدوج - معبد "إدفـو".


حـور "الرب الشمسى"

    ولقد عبد "حـور" كرب شمسى، وذلك نظراً لطبيعته ودوره كرب سماوى كونى فى صورة الصقر. فنجد نقشاً على مشط من العاج من عصر الملك "دن" من الأسرة الأولى، يصور صقراً يبحر فى مركب، ويُقترح أنه يمثل المعبود "حور" السماوى وهو يبحر فى السماء.
    وقد وردت الإشارة إليه فى "نصوص الأهرام" (حور، رب المشرق)، وذلك فى إشارة إلى علاقته بالشمس. وقد صور فى ثلاث هيئات بهذا المظهر. كذلك عُرف "حور" كرب للأفقين الشرقى والغربى، وذلك تحت اسم "حور آختـى"، أى: (حور المنتمى للأفقين). وأُدخل "حور" فى عقيدة الشمس فى "هليوبوليس"، واتحد مع رب الشمس فيها تحت مسمى "رع حور آختى". وفى صورته "حور إم آختى" (حور مخيس)، أو: (حور فى الأفق)، صور "حور" كرب للشمس فى هيئة الصقر أو الأسد.
حـور "ابن إيـزة"
    وقد عُبد "حورس" أيضاً كابن لأوزير وإيزيس؛ وكان هذا المعبود الطفل معبوداً منفصلاً، سرعان ما انصهر واندمج مع الصقر "حور"، أو ربما أُدرج الصقر "حور" لأسرة "أوزير" فى صورة الابن.

حـور"رب الملكية"
     ولقد ارتبط المعبود "حـور" بالمليكة فى مصر القديمة، وذلك فى كلتا صورتيه، (المعبود الصقر)، أو: (الطفل ابن إيزة). فقد دوِّن الاسم الملكى منذ بداية الأسرات داخل الشكل الهندسى أو المعمارى المسمى (سرخ)، والذى يمثل واجهة القصر الملكى؛ وذلك الشكل يمثل تجسيداً للصقر "حـور" واقفاً على واجهة القصر.
     وربما يؤكد ذلك على دور الملك كحلقة وصل وسطى بين عالم الأرباب السماوى، وعالم البشر الأرضى؛ وذلك بخلاف الاسم الحورى الذى عُرف بعد ذلك منذ عصر الدولة القديمة. وقد لعب "حور" كابن للربة "إيـزة" دوراً بطولياً واضحاً فى الحفاظ على الملكية، واستعادتها من عمه "ست" الذى كان مغتصباً لها.
حور با غرد "حور الطفل"
    هو صورة من صور المعبود "حـور"، وهو "حورس الطفل" الذى عرف فى الحضارتين اليونانية الرومانية باسم "هاربوكراتيس" (حربوقراط)، والذى كان عضواً فى ثالوث الإسكندرية (سِرابيس، إيزيس، هاربوكراتيس). 
             
                                        تمثال من البرونز للمعبود "حـور باغـرد". 

    ويظهر "حربوقراط" على شكل فتى تميزه خصلة شعر جانبية، ويضع إصبع إحدى يديه نحو الفم تعبيراً عن الطفولة. ويضع "حربوقراط" على رأسه تاجاً مركباً من قرنين، وثلاثة أقماع، وريشتين، أو التاج المزدوج.
 و"حربوقراط" (حورس الطفل)، هو أحد مظاهر المعبود "حورس"، وذلك كطفل مهدد قد تم إنقاذة، وانتشرت عبادته بشكل خاص فى العصور المتأخرة.
    والتسمية (حورس الطفل) قد أعطيت لعدد من الأشكال للطفل المقدس، كان أغلبهم للمعبود "حور" ابن "أوزير" و"إيزة"، والذى تربى فى الدلتا فى "خمنيس"، وكبر هناك بعيداً عن عمه وعدوه "ست". وعادة ما كان يصور أو يُمثل بهيئته الطفولية جالساً على حجر أمه "إيزة"، أو واقفاً بمفرده.
 حور سا إيسة "حور، ابن إيزة"
    "حورس ابن إيزيس"، عرف تحديداً بشخصيته كابن لإيزيس، وكوريث لأوزير. وينطبق ذلك أيضاً مع الاسم (حورس، ثور أمه)، و"حور نـﭽتى إيت.اف"، أو (حور، منقذ أبيه).
                                  صورة للمعبود "حور سا إيزة" (حورس بن إيزة)،
                  فى الهيئة الآدمية ورأس الصقر، يضع التاج المزدوج، ويمسك بشارات (عنخ، سا).
  حـور، إم آخت "حور فى الأفق"
     صورة من صور رب الشمس، ويعنى اسمه (حور  فى الأفق). وهو من أهم الأشكال التى يظهر بها كائن بجسم أسد ورأس إنسان، وهو الشكل التقليدى لأبى الهول.

  حـور بحدتـى
    أحد أشكال المعبود "حـور"، وقد أطلق عليه هذا الاسم فى أسطورة (قرص الشمس المجنح)، والتى تتلخص فى أن ثورة قد قامت فى بلاد "النوبة" ضد "رع" كحاكم لمصر، أو ضد "حـور" فى "هليوبوليس"، وذلك بواسطة "ست" وأتباعه.  
الملك "بطلميوس الثامن" ينقض على أحد الأسرى أمام المعبود "حـور بحـدتى".
نقش من معبد (حـورس) فى "إدفـو"، العصر البطلمى. نقـلاً عن:
 Wilkinson, R., The Complete Gods and Goddesses, 202
.
    وحينئذ استرجع المعبود "رع" أو "رع حور آختى" شبابه فى صورة ابنه "حـور" كقرص شمس مجنح، ووصل إلى بلاد "النوبة"، حيث قاتل أعداءه، وانتصر عليهم.
 
  
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة