U3F1ZWV6ZTE2NDAzNzE1MDYwMTE2X0ZyZWUxMDM0ODg4MTkwMzEzNw==

آتـون (Itn)


آتـون  (Itn)
   
      كلمة "آتـون" تعنى: (الشمس، قرص الشمس)، أو: (مقر رب الشمس)، أو: (قرص الشمس، ومظهره المرئى). وقد ظهرت الكلمة فى النصوص منذ عصر الانتقال الأول فى "نصوص التوابيت"؛ إلا أن ظهور الرب "آتون" قد بدأ منذ عهد الملك "أمنحتب الثالث".
وقد أصبحت الكلمة تشير إلى ربوبية الشمس (imy itn)، أى: (الذى فى قُرصه)، خاصة إذا ما جاءت مع أداة التعريف (pA).
    وفى عهد الملك "أمنحتب الرابع" (أخناتون)، أصبح "آتون" هو الرب الأوحد للدولة فى الدعوة الجديدة للوحدانية. ولا يتخذ "آتون" أى مظهر حيوانى أو آدمى، ولكنه يصور فقط على هيئة قرص الشمس، وقد بدت أشعتها على شكل أذرع ذات أيدٍ تهب الحياة والقوة والحيوية.
إخناتون والعائلة الملكية يتعبدون لقرص الشمس بتل العمارنة
    وقد ظهر "آتون" بهذه الصورة فى الكثير من اللوحات التى عثر عليها فى منازل "تل العمارنة"، والتى كانت توضع داخل المنازل للتعبد لهذا الرب. وقد ثار الجدل حول ما إذا كانت عبادة "آتون" قد انصبت على الشكل المادى لقرص الشمس، أم أن هذا الشكل قد عُبد لكونه القوة الكامنة فى ذلك القرص؛ فالمعبود "آتون" يتجسد فى القوة الكامنة داخل قرص الشمس، والتى تهب الحياة والضوء والنور والحرارة للوجود، فهو رب خالق وواهب للحياة.
    وحول اسم المعبود "آتون"، يلاحظ أنه قد وضع داخل خرطوشين منذ عهد الملك "أمنحتب الرابع"، وقد تضمنت الخراطيش الاسم:


الصورة المبكرة والأخيرة لخرطوش المعبود "آتون"، تتضمن طريقة كتابة اسم المعبود.
نقلاً عن:  Wilkinson, R., The Complete Gods and Goddesses, 239
.   
    وقد ارتكزت عقيدة "آتون" على فكرة "الماعت" (الحقيقة)، فنجد مثلاً أن "أخناتون" قد لُقب "عنخ إم ماعت"، أى: (الذى يحيا على الماعت).
إحدى لوحات التعبد لآتون. يظهر عليها الملك "إخناتون" وزوجته وبناتهما
يتعبدون لقرص الشمس (آتون). الأسرة الثامنة عشرة، المتحف المصرى.

 
 بقايا جدران معبد أتون بالكرنك "المعروفة بأحجار الثلاثات"

"رع حور آختى"، الذى يُسعد الأفق فى اسمه "شـو" الذى فى "آتـون".
ويعتبر "آتون" هو المعبود الوحيد الذى سجل اسمه داخل خراطيش، مثله مثل الاسم الملكى، وقد ثار الجدل حول السبب فى ذلك.
   ومن أجل الانفصام تماماً عن "طيبة" وعن إلهها "آمون" وكهنته ذوى النفوذ القوى، اختار "أخناتون" عاصمة جديدة له، وهى "تل العمارنة". ولكن بعد أن توفى "أخناتون" رجع كل شىء إلى ما كان عليه من قبل، فعادت عبادة "آمون رع" الذى استعاد مكانته الراسخة إلهاً للدولة، ومحيت من جديد كل مظاهر الديانة الآتونية كأنها لم تكن. 
  
  ولعل أهم ما خرجت به هذه العقيدة هو فكرة التوحيد، وذلك بتوحيد كل المعبودات فى رب واحد، وسوف نفرد فصلاً خاصاً لمناقشة فكرة الوحدانية والعقيدة الآتونية، وذلك فى "الجزء الثالث" من هذا الكتاب.

 
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة