U3F1ZWV6ZTE2NDAzNzE1MDYwMTE2X0ZyZWUxMDM0ODg4MTkwMzEzNw==

خنـــوم . غنمـو (Knmw)



 خنـــوم . غنمـو (Knmw)

      هو أحد أهم المعبودات المصرية فى هيئة الكبش. وقد ارتبط بخلق الحياة والنيل، فهو الذى يشكِّل البشر على عجلته (درجه). وقد تعددت صفات المعبود "خنوم" -الذى يتخذ شكل كبش، أو هيئة إنسان برأس كبش- من كونه ربـاً خالقـاً؛ فهو الذى يشكَِّل الطفل وقرينه، إلى جانب كونه الرب المسئول عن منطقة الجندل الأول عند "أسوان"، حيث كان يتحكم فى منابع النيل والفيضان من الكهوف الموجودة هناك. وذلك إضافة إلى قدرة الكبش الجنسية على الإنجاب والتكاثر.
     وبناء على ذلك فقد ارتبط "خنـوم" بالخلق، كتشخيص لقوة الخلق. وارتباطه بالنيل وبالطمى الخصب ساهم فى تشخيصه فى صورة الفخرانى (صانع الفخار)؛ ولذلك كان يقال أنه يشكل كل المخلوقات على عجلته.
     وقد اشتق اسم هذا المعبود من الفعل المصرى الذى يعنى: (يخلـق)، وهو ما قد يدلل على ارتباط "خنـوم" بعملية الخلق وتشكيل المخلوقات منذ بداية ظهوره. وربما لقدرته على الخلق، ولتطابق الدلالة الصوتية للكبش (bA) مع كلمة "بـا" (أى: الروح)، أن قد أُشير إيه باللقب (bA Ra).
     كما عُرف أيضاً على أنه (الروح "بـا" للمعبود "جب"، والمعبود "أوزير"). وقد ارتبط بالربتين "منحيت" ، و"نيـت" فى معبد "إسنـا". كما أنه عرف بالقب (سيد التماسيح)، وذلك لارتباطه بالنيل.
   وقد شكَّل "خنـوم" مع الربتين "سـاتت" و"عنـقت" ثالوث الجندل الأول فى "إلفنتـين" ؛ كما اتحد فى "إلفنتـين" مع المعبودين "شـو" و"حور". ومن ناحية أخرى فقد ساوى اليونانيون بينه وبين المعبود "آمـون" فى "طيبة"، وربما يكون ذلك لارتباط كليهما بالكبش. 
   ويصور المعبود "خنـوم" عادةً فى هيئة نصف آدمية كرب فى الهيئة الآدمية برأس كبش، مرتدياً مئزراً قصيراً، وباروكة ثلاثية طويلة.  ويمثل "خنـوم" ككبش فى الأصل بالقرون الأفقية المموجة، ولكن بمرور الوقت أصبح يصور بالقرون القصيرة المقوسة أو المنحنية (كبش آمون). وأحياناً ما كان يصور بكلا النمطين من القرون فوق الرأس. وأحياناً ما كان يضع تاج (أتف) أو ريشتين طويلتين، أو التاج الأبيض لمصر العليـا. وأكثر ما ارتبط وتميز به هو (عجلة الفخرانى)، والتى عادة ما يصور وهو يقوم بتشكيل طفل بواسطتها، تمثيلاً لدوره فى عملية الخلق.

المعبود الخالق "خنـوم"، يُشكل طفلاً على عجلة الفخرانى. نقلاً عن:
 Wilkinson, R., The Complete Gods and Goddesses, 194
.



      وقد يمثل أيضاً فى الهيئة الحيوانية الكاملة للكبش، وذلك مثلما يظهر فى العديد من التمائم والقلائد، ولكن فى هذه الحالة يصعب جداً الفصل فى الشكل بينه وبين المعبود "حريشف" فى هيئة الكبش.
    وقد كان الكبش هو الحيوان المقدس للمعبود "خنـوم" لما عُرف عنه من مقدرته الفائقة على الإخصاب. وكان كبش "خنوم" فى "إلفنتين" يمثل (بـا "رع")، أو: (روح المعبود "رع"). ومكان العبادة الرئيسى لخنوم كان فى جزيرة "إلفنتـين" فى أسوان، حيث عُبد هناك منذ بداية الأسرات، وأقيمت له المقاصير في هذه الجزيرة، وفى "أسوان"، وجزيرة "بيجه"، وفى كل من "دابود"، و"دكه"، و"فيله"، و"إسنـا"، و"إدفـو"، و"أسيوط"، و"كوم أمبو"، و"منـديس".  ويعد معبده فى "إسنـا" هو أكثر معابده حفظاً، وتمدنا نصوصه بالعديد من المعلومات عن هذا المعبود، وعبادته.
     كما عُبد "خونسو" باعتباره (بـا جب)، أى: (روح المعبود "جب")، وذلك بالقرب من "الأشمونين". وقد عُثر على تمثال ناقص فى هيئة الكبش للمعبود "خنوم" فى "إلفنتين"، ويرجع هذا التمثال إلى عهد الملك "خوفـو". وقد نُقش التمثال بالعبارة: (ملك مصر العليا والسفلى، خنـوم خوفـو). بينما ظهر هذا المعبود فى الهيئة الآدمية ورأس الكبش لأول مرة فى عهد الملك "ساحو رع"، حيث لُقب (سيد إلفنتين). كما ارتبط "خنوم" بقصة المجاعة التى حدثت فى عهد الملك "ﭽسر"، وورد ذكره فيها، وإن كان نص المجاعة يرجع فعلياً إلى عصر لاحق على عصر "ﭽسـر".

 
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة