U3F1ZWV6ZTE2NDAzNzE1MDYwMTE2X0ZyZWUxMDM0ODg4MTkwMzEzNw==

نظام الحكم والإدارة والجيش فى مصر القديمة


يُقصد بنظام الحكم والإدارة فى مجتمع ما، السلطات المختلفة فى هذا المجتمع لإدارة شئونه، والعلاقة التى تربط بين الحكام وأفراد هذا المجتمع، وحقوق وواجبات كل منهما. ومنذ أن تم توحيد مصر سنة 3200 ق.م أصبح لها نظام حكومى ثابت، هذا النظام الحكومى كان يتكون من فرعون، والوزير، والإدارة المركزية، وحكام الأقاليم، والجيش والأسطول.
ا فرعون (الملك) وسلطاته
اعتنق المصريون فكرة الملكية المقدسة، فكان فرعون فى نظرهم ابن الإله على الأرض، يدير شئون المملكة، وهو الحاكم الذى تتركز فى يده كل السلطات، وكانت له هيبة كبيرة وطاعة عمياء. وكان على الملك عدة واجبات، مثل الدفاع عن الوطن وحماية حدوده، ونشر العدالة بين جميع الناس، وتأمين وسائل الحياة لشعبه، وإقامة المعابد للآلهة، وتقديم القرابين لها. أما القصر الملكى فكان مركزاً رئيسياً لإدارة شئون الحكم ومقره العاصمة، ويحيط بالملك حاشية كبيرة تتكون من عظماء أمته وضباط جنده، يستشيرهم فى أمور الدولة، ويستعين بهم على تدبير شئون الشعب.
ب - الوزير واختصاصاته

عندما زادت أعباء فرعون، اتخذ له وزيراً من الذين يُعرفون بالعدل والحكمة، والعلم، وكان الوزير يرأس الإدارة المركزية، ويلى الملك فى الدولة والأهمية، وهو حلقة الاتصال بين الملك وموظفيه. كان الوزير أيضاً يتولى الإشراف على إيرادات ومصروفات الدولة، ودور القضاء، وهو الرئيس الفعلى للحكومة. ومن أشهر وزراء الدولة القديمة الوزير "إيمحوتب". وبعد أن أصبحت مصر إمبراطورية واسعة الأرجاء فى الدولة الحديثة، وزادت موارد البلاد الاقتصادية، صار للدولة وزيران، أحدهما للوجه القبلى يقيم فى "طيبة"، والآخر للوجه البحرى يقيم فى "هليوبوليس" (عين شمس). ملحوظة: يقصد بكلمة "إمبراطورية" الأملاك التى تمتلكها وتسيطر عليها دولة ما خارج حدودها، مثل الإمبراطورية المصرية فى عهد "تحتمس الثالث"، والتى امتدت من أعالى الفرات شمالاً حتى الجندل الرابع جنوباً، وضمت سورية، وأعالى الفرات، وبلاد النوبة.
عن صفات الحاكم، يقول الوزير "بتاح حتب" ناصحاً ابنه "إذا كنت حاكماً تصدر الأوامر للشعب، فابحث لنفسك عن كل سابقة حسنة، حتى تستمر أوامرك ثابتة، إن الحق جميل وقيمته خالدة وقد تذهب المصائب بالشرور، ولكن لا يذهب الحق، بل يمكث إلى الأبد ".
ج - الإدارة المركزية
الكاتب المصرى.
كان يعاون الوزير رؤساء الإدارات العامة، كإدارة الخزانة العامة، وإدارة المخازن، وإدارة الزراعة، ومخازن الغلال، والسجلات، والقضاء، والأشغال وكان الموظفون طبقات، منهم الرؤساء والمديرون والوكلاء والكتبة والمحاسبون. كانت مهمة الكاتب تفوق معظم المهن الأخرى لمزاياه العظيمة.
د حكام الأقاليم
كان حكام الأقاليم يعينون بواسطة الملك، وينوبون عنه فى إدارة الأقاليم، ويخضعون لإشراف الوزير. وتتبع كل حاكم إقليم مجموعة من الموظفين فى الإدارات المختلفة، لتنفيذ مصالح الناس. كان حكام الأقاليم يدفنون فى مقابر على مقربة من مقبرة الملك بالعاصمة.
ه الجيش
فى عصر الدولة القديمة لم يكن هناك جيش نظامى، فكان لفرعون حرسه الخاص به ولكل إقليم جيشه. أما فى عصر الدولة الحديثة فقد تم تكوين جيش نظامى ثابت بعد أن طرد "أحمس" الهكسوس من البلاد، كذلك بدأ بناء أسطول بحرى قوى يؤمِّن سواحل البلاد ضد الغزاة.
كتيبة مصرية من أربعين جندياً حاملى الرماح والدروع وعلى رؤوسهم خوذات.
أسلحة الجيش
استخدم المصريون فى الجيش أسلحة متعددة كالأقواس والسهام والسيوف والحراب والفئوس والبلط، كما استخدموا الخوذات والدروع لحماية رءوسهم وأجسادهم، وكان الجنود يلبسون الملابس القصيرة التى تسهل لهم سرعة الحركة.
"رمسيس الثانى" يقود عجلته الحربية فى معركة "قادش".
أما العجلات الحربية التى تجرها الخيول، فقد نقلها المصريون عن الهكسوس، أيضاً اهتم الفراعنة بتأمين حدود مصر الخارجية، فبنوا الحصون ووضعوا بها الحاميات. والمصريون القدماء أول من قسموا الجيش إلى فرق، ثم إلى فيالق، وإلى قلب وجناحين.
عن الجيش فى مصر الفرعونية، كتب أحد المؤرخين "إن المصريين القدماء كانوا شعباً مسالماً طالما كان ينعم بالاستقرار والسلام، وتكونت مؤسسة عسكرية سيطرت على مقاليد البلاد، وسلحت الجيش بأحدث الأسلحة، وعملت فى ولاء تام تحت قيادة فرعون، فرفعت اسم الوطن عالياً ".
تعليقات
الاسمبريد إلكترونيرسالة